فلسطين أون لاين

​بيارات قلقيلية تستقبل أطفالًا مرضى بالسرطان والكلى

...
قلقيلية - مصطفى صبري

بيارات قلقيلية التاريخية المزروعة بالجوافة، التي سلبت وعزلت بسبب استيطان الاحتلال الإسرائيلي وجدار الفصل العنصري والطرق الالتفافية؛ استقبلت قبل أيام أطفالًا مرضى بالسرطان والكلى، من مستشفى المطلع في القدس المحتلة، في يوم للترفيه عنهم، وهم أطفال يقطنون المشافي على مدار العام، ويدرسون على أسرة الشفاء في مدرسة الإصرار (1).

عائلة شواهنة في قرية كفر ثلث جنوب قلقيلية في عزبة سلمان استقبلت الأطفال المرضى في بيارات الجوافة والأفوكادو، و"فلسطين" أعدت التقرير التالي بمحاورة أصحاب البيارات والأطفال المرضى.

هيثم شواهنة قال: "هذه اللفتة جاءت للتخفيف عن هؤلاء الطلبة المرضى الذين يتلقون تعليمهم داخل المستشفى، وجاءت الفكرة بتنظيم يوم ترفيهي لهم في بيارات قلقيلية"، متابعًا في حديثه إلى "فلسطين": "على الرغم من ألم الاستيطان والجدار ما زال هناك فسحة من الأمل فيما تبقى من بيارات، وآبار ارتوازية يخرج منها الماء لري المزروعات في فصل الصيف".

الطبيبة ديمة من القدس المشرفة على الزيارة الترفيهية قالت لـ"فلسطين": "أحضرنا الطلبة الذين يعانون مرضي السرطان والكلى إلى بيارات الجوافة جنوب قلقيلية لتغيير الأجواء عليهم"، مشيرة إلى أن هؤلاء الطلبة يسكنون المشافي، وبعضهم حضر على كرسيه المتحرك، وآخرون على أقدامهم.

ولفتت إلى أن الهدف من الفكرة إخراجهم من بيئة المشافي، كونهم طوال الوقت داخل المستشفى ويتلقون تعليمهم داخله لمتابعة علاجهم، مبينة أن هذا اليوم كان مميزًا على الرغم من قرب المستوطنات والجدار؛ فالفلسطيني يصر على الحياة.

وختمت بقولها: "كانت البيارات بمنزلة الرئة لنا جميعًا، خاصةً الأطفال المرضى، وشاهدنا كيف يتنقل أطفال مرضى على الكرسي المتحرك بصعوبة داخل البيارات، ويلتقطون الثمار من الجوافة والأفوكادو بأيديهم، وهذا أضاف متعة وفرحة مفقودة لهم".

بدوره وصف المدرس علي الجدع منظر الأطفال المرضى في بيارات قلقيلية قائلًا: "على الرغم من نكبتنا بالاستيطان والجدار والطرق الالتفافية والقضاء على معظم الأراضي الزراعية في المحافظة؛ مشهد الأطفال داخل البيارات كان في غاية الروعة والجمال".

وذكر الجدع أن بيارات قلقيلية ما زالت تستطيع تقديم السعادة للآخرين، فهي تصدر الثمار وتستقبل الزوار، والتخفيف عن هؤلاء المرضى الأطفال من أسمى الغايات الإنسانية، مبينًا أن الأطفال شاهدوا انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض مثل البوابات الأمنية والحواجز العسكرية، ومع ذلك شاهدوا الحياة الطبيعية والثمار على الأشجار، وكيف يحافظ المزارع في قلقيلية على الأرض وزراعتها والاعتناء بها متحديًّا غول الاستيطان.

أما الطفل المريض هيثم فقال: "أنا سعيد في بيارات قلقيلية، والتقطت ثمار الجوافة والأفوكادو من الشجر وسوف أعود بها إلى مستشفى المقاصد في القدس، وأهديها إلى الأطباء والمدرسين والمرضى هناك، وأقول شكرًا لقلقيلية وبياراتها التي خففت عنا المرض في يوم رائع".