اتفاق أوسلو الموقع سنة 1993 بين منظمة التحرير و(إسرائيل) ليس منبوذا فقط من الشعب الفلسطيني، وإنما يلقى أيضًا رفضا شعبيا عربيا واسعا.
وكان رئيس السلطة محمود عباس قال من على منبر الأمم المتحدة الخميس الماضي: " أتحدى إن كان طلب منا مرة واحدة أن نجلس على طاولة المفاوضات ورفضنا بل العكس تماما"، رغم إقراره في مناسبات عدة بعدم حصول تقدم في عملية التسوية منذ توقيع "أوسلو".
ويصف المفكر التونسي د. علي منجور التجربة التي مر بها عباس بأنها "مريرة"، قائلا إنه قد تبين أن "الصهيونية العالمية ضحكت عليهم (منظمة التحرير) ووضعتهم في مأزق أوسلو".
وفي الوقت نفسه، يشير منجور في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى "تحالف" أطراف عربية ضد القضية الفلسطينية.
ولطالما تحدث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تقارب مع دول عربية. ومن على منصة الأمم المتحدة الخميس الماضي، قال إن لكيانه "علاقات حميمة لم أر مثلها في حياتي" بين الطرفين.
ويأتي ذلك في ظل اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ويحذر منجور، من أن القضية الفلسطينية تواجه في ظل كل ذلك تهديدات ومخاطر محدقة.
من جهته، يقول المفكر المصري محمد عصمت سيف الدولة: قضية فلسطين في العالم العربي تعني المقاومة ومواجهة "الحركة الصهيونية" و(إسرائيل)، والاحتفاء بالشهداء.
ويضيف سيف الدولة لصحيفة "فلسطين"، أن الرأي العام العربي يرفض "الحصار الصهيوني" ويفهم أنه "من أجل إخضاع المقاومة وإكراهها على الاعتراف بـ(إسرائيل) والتنازل عن 78% من فلسطين والانخراط في ترتيبات أوسلو".
وينبه إلى أن "الحصار بند متفق عليه في اتفاقات أوسلو وأن الأسلوب الوحيد هو أسلوب التفاوض وأن المقاومة (على حد زعم هذه الاتفاقات) جرائم جنائية يجب مطاردة من يرتكبها".
ويتابع بأن الرأي العام العربي "كله مستفز" من ترامب و"المشروع الصهيوني" ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ويوضح سيف الدولة، أن رواية منظمة التحرير بشأن اتفاقات أوسلو كانت تدعي أنها لتحرير الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين منذ 1967، وأن هذا أقصى ما يمكن أن يأتي به الجيل الفلسطيني نظرا للظروف الدولية وموازين القوى، على حد ادعائها، أما "الرواية الصهيونية" كانت تقول إن اتفاقات أوسلو لتشكيل سلطة فلسطينية تحافظ على أمن (إسرائيل) في مواجهة حركات المقاومة، وبعد 25 سنة ثبت أن هذه الرواية باتت واقعا.
ويلفت إلى أن "أوسلو" تشترط على رئيس السلطة الفلسطينية الاعتراف بـ(إسرائيل) وحماية أمنها وأن يجرد كل كلماته من أي شيء يهدد وجودها.
ويقول سيف الدولة: "هذا الكلام لا يقتصر على أبي مازن (عباس) وإنما يشمل كل جماعة أوسلو"، منتقدا في الوقت نفسه اتفاقات ما يسمى "السلام" العربية مع (إسرائيل).
ويتمم بأن هناك إجماعا شعبيا عربيا وعالميا على أنه كانت هناك "خدعة أمريكية صهيونية ضد الفلسطينيين".
وبحسب مراقبين، تضاعف الاستيطان في الضفة الغربية سبع مرات منذ توقيع اتفاق أوسلو، وفي وقت تسعى حكومة الاحتلال لإزالة تجمع الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، لتمهيد الطريق أمام تنفيذ ما يعرف بـ"مشروع E1" الاستيطاني، الذي من شأنه أن يفصل المدينة المقدسة نهائيا وبشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني، ويتمثل في إخلاء كافة الفلسطينيين الذين يعيشون في محيط المدينة والمناطق المحيطة بمستوطنة "معاليه أدوميم".

