أثار حادث اعتداء مجموعة ملثمة من عناصر حركة "فتح" على مدرسة ذكور سلفيت الأساسية العليا، شمال الضفة الغربية المحتلة، لإجبار الطلبة على الخروج لمبايعة رئيس السلطة محمود عباس، موجة غضب واستنكار في أوساط سكان سلفيت وأولياء أمور الطلبة، في ظل صمت أجهزة أمن السلطة تجاه مرتكبي الحادث.
وطالب ذوو الطلبة، الذين اعتُدي عليهم ونُقلوا للعلاج في مستشفى المدينة الخميس الماضي، المؤسسات الأهلية والحكومية وقيادة السلطة بمحاسبة مرتكبي الاعتداء على الطواقم التدريسية والطلبة، مؤكدين ضرورة الحفاظ على الترابط الاجتماعي والسلم الأهلي في المدينة.
وأظهرت صور تداولها نشطاء التواصل الاجتماعي، مجموعة من الشبان المثلمين وهم ينهالون بالضرب المبرح بواسطة العصي الكهربائية على الطلبة، وكذلك أظهرت صور أخرى مجموعة طلبة وهم يتلقون العلاج حيث ظهرت على ملامحهم علامات الاعتداء التي تركزت في الجزء العلوي من الجسد.
ووفقًا لمصدر مطلع فإنَّ "حادثة الاعتداء وقع ظهر صباح الخميس الماضي من قبل مجموعة من الشباب المنتمين لحركة "فتح" يتراوح عددهم (3-7)، وذلك بهدف إجبار الطلبة على المشاركة فيما يسمى مسيرات الإسناد لرئيس السلطة محمود قبيل خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة".
وأضاف المصدر لصحيفة "فلسطين" أنه فور بدء المجموعة الملثمة بكسر قفل باب المدرسة والتي تسلحت بالهراوات وغاز الفلفل والعصي الكهربائية، حاول الطلبة منعهم من الدخول إلى باحة المدرسة، الأمر الذي تسبب بوقوع نحو عشر إصابات في صفوف الطلبة ما بين كسور وجروح طفيفة، وقد نقلوا للعلاج بمستشفى الشهيد ياسر عرفات في المدينة.
بدوره، كتب والد الطالب نور الدين رائد اشتيه على صفحته في "فيسبوك"، قائلًا: "مع الأسف الشديد قامت بعض المرتزقة بالاعتداء على الطلاب في مدرسه سلفيت بداعي ما يسمى بالوطنية وهم لا يمتّون لا للوطن والوطنية بصلة".
وأضاف اشتيه: "رغم الحدث المؤسف الذي حصل لم يتنازل أي أحد من التنظيم (فتح) بالحضور للمستشفى ويطمئن على الطلاب أو حتى يستنكر ما حصل أو يعتذر"، مطالبًا أجهزة أمن السلطة بمحاسبة من نفذ الاعتداء واتخاذ الإجراء القانوني بحقهم وحق من ورائهم "اختصارًا لمشاكل جديدة بالمحافظة".
وفي ذات السياق، استنكرت مديرية التربية والتعليم العالي في سلفيت الاعتداء الذي قامت به مجموعة من الملثمين على ثلة من طلبة مدرسة ذكور سلفيت الأساسية العليا، بعدما اقتحموا المدرسة وانهالوا بالضرب المبرح على عدد من طلبتها وهيئتها التدريسية باستخدام أدوات عدة ما أدى إلى وقوع إصابات متفاوتة بين الطلبة نقلوا في إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأكدت المديرية في تصريح صحفي أن "مثل هذه التصرفات لا تمت بأية صلة لمبادئ شعبنا الفلسطيني وأخلاقه الحميدة، بل تسهم في التأثير سلبًا في النسيج الاجتماعي وهيبة المؤسسة التربوية".
وطالب المؤسسات والجهات الرسمية ذات العلاقة بالوقوف عند مسؤولياتها لتنفيذ الإجراءات القانونية بحق المعتدين ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه التطاول والاعتداء على المؤسسات التعليمية.

