فلسطين أون لاين

​ثق بنصر الله تعالى وأنت في أحلك الظروف

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبع هداهم بإحسان وتوفيق إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن المسلم الحق هو من يثق بنصر الله تعالى لعباده المؤمنين ، فمهما طال الزمن، ومهما قويت شوكة الباطل، ومهما اشتد الحصار والضيق فإن وعد الله نافذ، ونصره حتمي حيث قال سبحانه وتعالى:" ((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ))الأنبياء105

وقال تعالى (( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ))الصافات173

وقال تعالى : ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ))غافر51

ولنتفكر بقوله تعالى :" فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّاإِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66)

فالنظرة البشرية تنظر إلى ظاهر الأشياء فالعدو من خلفهم والبحر من أمامهم ولذلك أكدوا على مسألة إدراك فرعون وجنوده لهم ، ولكن انظروا إلى نظرة موسى عليه السلام الواثق بنصر الله تعالى، وأن الفارج الله، فكانت المعجزة الباهرة وكانت النجاة لموسى ومن معه والهلاك لفرعون وجنوده.

فنحن أحوج ما نكون في هذه الظروف الصعبة لأمرين اثنين بهما نصبح سادة الأمم إنهما الصبر والثبات واليقين على الله تعالى والثقة بأن النصر من عند الله تعالى ولذلكيقول ابن القيم: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ثم تلا قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)} (السجدة).

ما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة للدعاء والاستغاثة بحبل الله تعالى والتذلل والإخلاص لله تعالى حيث قال

صلى الله عليه وسلم: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" (صحيح سنن النسائي للألباني).وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم الله على الله لأبره" (رواه مسلم). ويقول الله تبارك وتعالي : ( وإذا سالك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) ويقول أيضاً : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) وقال تعالي : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ومن دعا لله تعالي بإخلاص حصل له أحد فوائد ثلاث إما أن يستجيب الله دعوته وأما أن يصرف عنه من السوء ما هو أعظم وأما أن يدخر له ذلك عنده يوم القيامة. فعلينا أن نلح على الله تعالي بالدعاء وأن نستغيث به، فالله سبحانه هو كاشف الهم والغم ومفرج الكربات وتذكر أخي الحبيبقول الله تعالى:"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ" وتذكر قول الله تعالى : وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ "وتذكر دوماً قول الله تعالى :" والعاقبة للمتقين " والحمد لله رب العالمين