فلسطين أون لاين

​اعتقالات السلطة.. سلوك قمعي لمنع تصاعد المقاومة

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

حملة اعتقالات هي الأكبر خلال الأشهر الماضية شنتها أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية طالت كوادر وقيادات في حركة حماس بينهم أسرى محررون، تأتي بعد فشل جهود المصالحة التي رعتها مصر، وفي ظل تخوفات إسرائيلية من إمكانية تصاعد المقاومة بالضفة خلال المرحلة المقبلة، ليكون التساؤل هنا: ما الذي تريده السلطة من هذه الاعتقالات؟ وما هي الرسائل التي تحملها هذه الاعتقالات للشعب الفلسطيني؟

وكانت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة قالت: إن الأجهزة الأمنية شنت فجر أمس، حملة اعتقالات واسعة في صفوف أبناء وقيادات حركة "حماس" في مختلف مناطق الضفة، غالبيتهم من الأسرى المحررين.

وأوضحت اللجنة عبر صفحتها على "فيسبوك" أن "أكثر من 100 حالة اعتقال سياسي واستدعاء في الضفة نفذتها أجهزة السلطة فجر أمس، في صفوف قيادات وعناصر حماس".

تنسيق أمني

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي فرحان علقم، أن كثيرًا من حملات الاعتقالات التي شنتها أجهزة أمن السلطة سابقاً كانت تتزامن مع جولات المصالحة.

وقال علقم لصحيفة "فلسطين": "إن هذه الاعتقالات هي جزء من فرض العقوبات، وتدلل على ارتباط المصالحة بقرار من رئيس السلطة محمود عباس، والتأكيد على أنها صاحبة القرار بالضفة".

وأضاف أن استمرار هذه الاعتقالات يشير إلى أن المصالحة مرهونة برضوخ حماس لقرارات وإملاءات السلطة، وأنه لا استقرار لحماس بالضفة دون ذلك.

وبيّن أن هذه الاعتقالات ترتبط أيضاً بجهود السلطة في إخماد أي عمليات مقاومة مستقبلية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

رسالة خاطئة

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن حملة الاعتقالات التي شنتها أجهزةأمن السلطة بالضفة الغربية ضد أبناء حماس، تدلل على عدم جدية عباس بتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وقال عرابي لصحيفة "فلسطين": "ليس أمام الفلسطينيين، سوى تعزيز الوحدة الوطنية وردم الفجوة القائمة"، لافتاً إلى أن اعتقالات غير مقبولة وطنية ولا يوجد لها تفسير سوى أنها تأتي في إطار المناكفات السياسية".

وشدد على أن سياسة الاعتقالات التي تتبعها السلطة تجاه الفلسطينيين، مؤذية وضارة للحالة الوطنية.

سلوك قمعي

من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف: إن حملة الاعتقالات التي شنتها أجهزة أمن السلطة بحق أنصار حماس بالضفة، تعدٍّ على الحريات والديمقراطية وحق المواطن في التعبير عن رأيه.

ورأى عساف في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن مثل هذه الاعتقالات لا تصب في صالح تعزيز صمود الشارع الفلسطيني، وفي تصديه لإجراءات الاحتلال وصفقة القرن"، مشددا على ضرورة توقف الاعتقالات السياسية.

وأضاف بأنه من الأولى على السلطة بدلاً من توجيه رسائل سياسية لحركة حماس، أن توجه الجهود نحو مواجهة الاحتلال، وتوحيد الصفوف وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني.

واعتبر عساف هذه الاعتقالات "سلوكا قمعيا يستهدف المقاومة"، معتقدا أن هذه الاعتقالات لن تفلح في إخماد تصاعد عمليات المقاومة بالضفة.