فلسطين أون لاين

​فضفضات عباس في الأمم المتحدة.. "حديث كل عام"

المواطنون: خطاب عباس "هراوة" لغزة و"غصن زيتون" للاحتلال

...
غزة/ نور الدين صالح:

استهجن مواطنون فلسطينيون خطاب رئيس السلطة محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73، بما حمله من تهديدات تجاه غزة بفرض المزيد من العقوبات عليها، وتخليه بشكل كامل عن التزاماته تجاه سكانها، معتبرين أن هذا الخطاب لم يحمل أي جديد يتعلق بالقضية الفلسطينية، بعد مرور 25 عاماً من المفاوضات "العبثية".

ورغم الزوبعة الإعلامية التي افتعلتها وسائل الإعلام التابعة للسلطة قبيل خطاب عباس، إلا أن حالة التشاؤم كانت سيدة الموقف كما توقع المواطنون، حينماً قالوا: "سئمنا من تكرار الخطابات الفارغة التي لا تجدي نفعاً للشعب الفلسطيني وقضيته، بل تدفع بمزيد من التنازل للاحتلال الإسرائيلي".

وقال المواطن بلال إسماعيل لـ"فلسطين": "إن إعلان عباس تخليه عن غزة كان متوقعاً ولم يكن صدمة لأن غزة تلقت الضربات والعقوبات الكثيرة من عباس".

وأضاف: "إن التصدي لقرار عباس هو الحشد الجماهيري اليوم في مخيمات العودة ليعلن الشعب أنه يستحق الحياة".

وتابع إسماعيل: "رسالتي لعباس أن يتقي الله في شعبه ويخفف من آلامهم لا أن يعاقبهم وكذلك يعود لأحضان شعبه، أما إذا كان الانفصال هو قراره فشعب غزة قراره الوحيد هو مقاومة الاحتلال وسلاح المقاومة هو الممثل الشرعي".

الأكاديمي شادي عايش (35 عاماً)، قال: "كنا نأمل من عباس قبل توجهه لمنصة الأمم المتحدة، رفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة، منذ أكثر من عام، كخطوة أولى للذهاب نحو مصالحة حقيقية بين حركتي حماس وفتح".

وأوضح عايش لـ"فلسطين"، أن الخطاب لم يحمل أي جديد حول القضية الفلسطينية، ولا يرتقي لتطلعات الشارع الفلسطيني، واصفاً إياه بأنه "كلام قديم جديد".

وعدّ الخطاب، بمنزلة استكمال لمسيرة المفاوضات "الفاشلة" التي امتدت أكثر من 25 عاماً، دون تحقيق أي جدوى أو فائدة للشعب الفلسطيني، بل جلبت مزيداً من الدمار والهلاك للقضية الفلسطينية.

وطالب عايش، عباس بضرورة الرجوع إلى حضن الشعب الفلسطيني والاصطفاف إلى جانبه وإنهاء الانقسام السياسي الذي استمر أكثر من 12 عاماً، بالإضافة إلى رفع الإجراءات العقابية عن القطاع.

لم يختلف رأي المواطنة أم محمد أبو زايدة (53 عاماً) عن سابقها، من خلال تأكيدها أن الخطاب لم يحمل شيئاً جديداً للشعب الفلسطيني، سوى مزيد من الاستجداء لـ(اسرائيل) والولايات المتحدة.

وقالت أبو زايدة لـ"فلسطين": "إن القضية الفلسطينية تتعرض لأبشع مؤامرة من أطراف عدّة، تتطلب من عباس العودة إلى أبناء شعبه، وعدم العبث بالقضية عبر خطابات فارغة المضمون".

وشددت على ضرورة رفع العقوبات التي فرضها عباس على قطاع غزة، وضربت أطنابها جميع مناحي الحياة، وأودت بحياة السكان إلى الهاوية.

آراء الضفة

المواطنة نداء باسم من رام الله، قلّلت أيضاً من جدوى خطاب عباس، كونه لم يحمل جديداً للقضية الفلسطينية في ظل الظرف العصيب الذي تمر به، بفعل المؤامرة الدولية التي تحاك ضد الفلسطينيين.

وقالت باسم لـ "فلسطين": "كان الأجدر أن يتخذ عباس خطوات عملية أكثر، بدلاً من المضي بمفاوضات عبثية انطلقت منذ 25 عاماً دون جدوى".

وأضافت: "إذا لم يستمع الرئيس لصوت شعبه، لن ينجح في مشواره السياسي ولن يتخذ أي قرارات تحظى بشرعية فصائلية وشعبية".

أما الطالبة الجامعية هدالة اشتية، رأت أن الخطاب جاء متأخراً بعد 25 عاماً من المفاوضات "الفارغة"، مما يجعله دون تأثير على (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت اشتية: "إن جميع قرارات السلطة تصب في خدمة مصالح الاحتلال، على حساب الشعب الفلسطيني"، مشيرةً إلى أن المؤتمر يهدف إلى استمرار مفاوضات ما تسمى عملية السلام لأطول فترة ممكنة.

وأيّد ما سبق، الناشط وليد خالد من الضفة الغربية، حيث استبعد تطبيق عباس أي قرارات تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.

وعّد المؤتمر يندرج ضمن سلسلة أخرى من المفاوضات التي ضيّعت حقوق الشعب الفلسطيني، دون التوصل لأي نقطة إيجابية تخدم القضية الفلسطينية.