فلسطين أون لاين

​18 عاماً على اندلاع انتفاضة الأقصى وما تزال مشتعلة

...
غزة/ نبيل سنونو:

28 سبتمبر/أيلول 2000؛ تاريخ لن ينساه الشعب الفلسطيني الذي أطلق انتفاضة الأقصى عندما اقتحم مجرم الحرب أرييل شارون باحات المسجد الأقصى المبارك، بعدما منحه رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود باراك الموافقة على الاقتحام، الذي جرى بحماية نحو 2000 من الجنود والقوات الاحتلالية الخاصة.

واستفز شارون أثناء اقتحامه ساحات المسجد آنذاك، الفلسطينيين بقوله: إن الحرم المقدسي سيبقى تحت سيطرة الاحتلال، فاندلعت المواجهات بين المصلين وجنود الاحتلال، واستشهد سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا.

وامتدت المواجهات العنيفة لاحقا إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأسفرت عن إصابة العشرات.

ومن أبرز أحداث انتفاضة الأقصى اجتياح مخيم جنين ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الاحتلالية، إضافة إلى 58 جنديا، وإصابة 142 جنديا في المخيم.

ونفذت قوات الاحتلال اجتياحات عسكرية لمناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة، ودمرت آلاف المنازل، وجرفت آلاف الدونمات الزراعية.

وسعى شارون إلى إخماد الانتفاضة عبر اغتيال قيادات الصف الأول بالأحزاب السياسية وأجنحتها العسكرية، وفي مقدمتهم مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ الشهيد أحمد ياسين، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى.

كما زج بالقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي والأمين العام الحالي لـ"الشعبية" أحمد سعدات في سجونه.

وتحول الطفل محمد الدرة إلى رمز لانتفاضة الأقصى، فقد أعدمته قوات الاحتلال أثناء احتمائه إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي عند مفترق الشهداء وسط القطاع.

في المقابل، نفذت الفصائل الفلسطينية هجمات داخل المدن المحتلة استهدفت تفجير مطاعم وحافلات، وأسفر عنها مقتل مئات الإسرائيليين.

كما اغتال عناصر من "الشعبية"، وزير السياحة في حكومة الاحتلال رحبعام زئيفي.

وسعت الفصائل الفلسطينية إلى تطوير أجنحتها العسكرية، لاسيما كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لـ"حماس" التي باتت تمتلك صواريخ تقصف بها المدن المحتلة.

وقصفت "القسام" مستوطنة "سديروت" في 2001، بصاروخ محلي الصنع.

وأسفرت انتفاضة الأقصى عن استشهاد 4412 فلسطينيا إضافة إلى 48 ألفا و322 جريحا، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، وجرح نحو 4500 آخرين، بحسب إحصاءات فلسطينية وإسرائيلية.

ورغم محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي بمعاونة الاجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لاستئصال المقاومة الفلسطينية، إلا أن لهب المقاومة في الضفة الغربية لا يزال يواصل اشتعاله من خلال العمليات الشعبية الفردية التي أخفقت أجهزة الاحتلال والسلطة الأمنية إنهائها حتى يومنا هذا.