فلسطين أون لاين

فصائل:استفراد عباس يفقده الإسناد الوطني بالأمم المتحدة

...
(صورة أرشيفية)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

أكدت فصائل وطنية وإسلامية أمس، أن رئيس السلطة محمود عباس يفتقر إلى الإسناد الوطني الداعم له قبل إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ73 الخميس المقبل، وذلك في ظل استمراره بفرض العقوبات الجماعية على قطاع غزة، واتباعه سياسة الإقصاء والتفرد بالقرار الوطني.

وشددت الفصائل على أن مواجهة المخططات الأمريكية الإسرائيلية الساعية لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد ما تبقى من مدينة القدس المحتلة، عبر ما يسمى بـ "صفقة القرن"، يجب أن تربط بخطوات عملية وعاجلة ينفذ عباس تجاه إعادة بناء البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي، وذلك قبل الذهاب إلى نيويورك.

القيادي في الجبهة الشعبية بدران جابر، يرى أن غياب الظهير الداخلي المساند لرئيس السلطة، قد تجعله ضعيفا إن طالبه بإجراءات أممية توقف التغول الأمريكي الإسرائيلي على الحقوق الوطنية الفلسطينية، مبينا أن عباس كان بإمكانه امتلاك عدة أوراق قوة لو ذهب إلى الأمم المتحدة متسلحا بوحدة الصف الوطني.

وأوضح جابر في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الرهان الحقيقي على عباس ينصب بالوقت الحالي _بعد أن ذهب منفردًا_ على خطواته العملية في مواجهة "صفقة القرن"، ومدى تشبثه بموقفه بمقاطعة الإدارة الأمريكية، ولكن إن جاءت تلك الخطوات دون المستوى فتبرز حينها أهمية تشكيل جبهة وطنية لإنقاذ القضية الفلسطينية.

طريق مسدود

بدوره، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داود شهاب: إنه "عندما يصر عباس أن يذهب وحيدا إلى الأمم المتحدة، دونما توافق أو استجابة لمطالب الكل الوطني فهذا يعني أنه تخلى عن الفصائل الوطنية وأصر على الذهاب في طريق مسدود، مؤكدا أن سياسة عباس التفردية ألحقت ضررا كبيرا بالعلاقات الوطنية.

وأضاف شهاب لصحيفة "فلسطين": "كانت الدعوات الوطنية الصادقة إلى لمّ الشمل والتئام ممثلي القوى الفاعلة واجتماع الإطار القيادي لصياغة استراتيجية وطنية وبرنامج كفاحي ونضالي يستند لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، ولكن هذا لم يلق اهتماما ولا قبولا من عباس الذي ظل مصرا على اللقاء بالمحتل وفتح أبواب مكتبه للتيارات الصهيونية المختلفة".

وجدد شهاب دعوة حركته لرئيس السلطة لـ"تجاوز مسار التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي وترك الرهان على العملية السياسية ومواقف الدول الراعية لها (...) فلا زال هناك فرصة للوحدة والمصالحة التي تستجيب للوقائع والمستجدات ولصوت الجماهير الهادر في مسيرات العودة وللمقاومة التي تعرف طريقها وتبصر الأهداف الوطنية جيدا".

خطوات واجبة

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، فذكر أن عباس كان يتوجب عليه أن يطبق عدة خطوات قبل ذهابه إلى نيويورك، أبرزها رفع العقوبات الجماعية كافة عن قطاع غزة، والعمل على التخفيف من حدة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، إلى جانب العمل الجاد على إنهاء الانقسام الداخلي.

وأوضح أبو ظريفة في حديث لصحيفة "فلسطين"، أنه كان من المفترض أن يطبق عباس قرارات المجلس المركزي والوطني، المتعلقة بالتحلل من التزامات اتفاقية أوسلو، وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال ووقف كافة أشكال العلاقة معه، مضيفا، كان من المفترض كذلك أن يقطع العلاقة مع الإدارة الأمريكية خاصة بعد إغلاق مكتب منظمة التحرير وعدوانه المتواصل على الحقوق الفلسطينية".

يمثل نفسه

في حين، شدد الناطق باسم حركة الأحرار، ياسر خلف، على أن "عباس لن يمثل في خطابه إلا نفسه كونه، ما زال يصر على اتباع سياسة التفرد وعدم إشراك فصائل منظمة التحرير على الأقل في أي قرار وطني، فضلا عن أنه ما زال يتعنت بإنهاء الانقسام وملاحقة المقاومة في الضفة الغربية المحتلة".

ودعا خلف إلى الانتفاض في وجه عباس للتأكيد على عدم شرعيته أو أحقيته في تمثيل الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار السلطة بفرض العقوبات الجماعية على قطاع غزة وقطع رواتب المحررين والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.