لو علمت دولة الاحتلال "إسرائيل" أنها تملك القدرة على توجيه ضربة قاضية لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة لما تأخرت ، ولكانت نجحت في ذلك في معركتها الأخيرة عام 2014 التي استمرت أكثر من خمسين يوما، صمدت المقاومة وصمد شعبنا في غزة، واضطرت هي للإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد كما في فعلت في حربين سابقتين.
وكذلك لو علمت أنها قادرة على إنهاء سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس على قطاع غزة من خلال وقف الدعم المالي ومنع الاحتياجات الإنسانية دخول غزة لما انتظرت أكثر من عشر سنوات لاتخاذ مثل هذه الإجراءات، لأنها على يقين أن ما يمنع انفجار غزة منذ عام 2014 حتى اللحظة هو وجود بصيص أمل لدى شعبنا في غزة أن الأمور ستذهب باتجاه الأفضل، وأن الحصار يقترب من نهايته.
إذا كانت الحرب لا تجدي نفعا لليهود بل تكبدهم خسائر هم في غنى عنها وليس لديهم أطماع في غزة سوى تحرير عدد من جنودهم يمكن تحريرهم بصفقة أسرى جديدة، فلماذا سيفكرون في حرب يعلمون نهايتها؟.
لهذا كله أقول إن أي إجراءات صارمة قد تتخذ ضد قطاع غزة مع اغلاق كافة المنافذستؤدي قطعا الى حرب مع العدو الإسرائيلي بغض النظر عمن يفرض تلك الإجراءات، وتلك الحرب لن تستمر طويلا _إذا حدثت لا قدر الله_ وستجتمع الأطراف كافة كما اجتمعت في فرنسا في عدوان 2014 للوصول الى حل، ولا يمكن أن يكون هناك أي حل ما لم يرفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة ، ومع هدنة طويلة الأمد مع العدو الاسرائيلي.
إذا جاءت الهدنة بعد حرب لن تسير امورنا الداخلية كما لو أنها جاءت بدون حرب، هذه نقطة مهمة لا بد للمعنيين أن يفكروا بها أكثر من مرة. فالمصالحة قبل الحرب غير المصالحة بعدها ، وشروطها ستختلف كثيرا بناء على نتائج المعركة التي على الأغلب ستكون لصالح المقاومة، وإذا كانت وجهة نظري صحيحة يكون من الأفضل اختصار الوقت والمعاناة وخوض مغامرات جديدة، ففي النهاية لن يستمر الانقسام إلى الأبد، ولن تفنى المقاومة الفلسطينية أو حركة حماس.