فلسطين أون لاين

​الطفلة ضحى شرف تُجسّد موهبة الشعر في حب الوطن

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

مع بداية غروب شمس كل يوم جمعة تتجهز الطفلة ضحى شرف التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، للانطلاق نحو خيام العودة بمحاذاة السياج الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة سنة 1948، في منطقة "ملكة" تحديداً، للمشاركة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية.

الطفلة ضحى لم تحمل سلاحاً أو أي أداة قتال، لكنها تحمل موهبة إلقاء الشعر والتمثيل التي تملكها منذ نعومة أظفارها، لترسيخها في حُب الوطن والتمسك بالثوابت الفلسطينية وأبرزها حق عودة اللاجئين للأراضي المحتلة منذ 1948.

كانت "شرف" واحدة من المشاركات في مسيرات العودة التي انطلقت في 30 مارس/آذار الماضي تزامنا مع الذكرى الـ42 لأحداث يوم الأرض، والتي لاقت مشاركة جماهيرية واسعة من مختلف الفئات والأعمار من الشعب الفلسطيني في القطاع.

"صفعت سنين الذل حين تفجرت، فعلى السياج رجال غزة عادوا, واللاجئون كما الغيوم تجمعوا، اليوم ننسف وهم نكبتنا، فلا يبقى هنا خيم ولا أوتاد" كلمات الشعر هذه صدحت بها حنجرة الطفلة "شرف" على منصة مخيم العودة في "ملكة" شرق غزة.

مشاعر الحماسة ترتسم على مُحيا الطفلة شرف خلال حديثها مع صحيفة "فلسطين": "نُشارك في مسيرات العودة ونتقدم بمحاذاة السياج الفاصل مع الاحتلال، من أجل الدفاع عن حقنا في العودة لأراضينا المُحتلة".

وتضيف بصوت تبدو عليه القوة: "لن نتوقف عن المشاركة في المسيرات، حتى تحرير أرضنا المحتلة والرجوع إلى البلدات والمدن التي هجّرت العصابات الصهيونية أجدادنا منها قبل 70 سنة".

وتسعى شرف لإيصال صوتها للعالم أجمع، وإظهار حجم الظلم الواقع على أطفال فلسطين خاصة في قطاع غزة الذين يحرمون من أبسط حقوقهم مثل التعليم والتنقل والعلاج، من خلال إلقاء الشعر الوطني، وفق حديثها.

وترى أن انطلاق مسيرات العودة "خطوة مهمة" على طريق تحرير فلسطين وتثبيت حق عودته. كما تلفت إلى أن المسيرات استطاعت لمّ الشمل الفلسطيني من خلال مشاركة جميع الفئات، لا سيّما النساء والأطفال.

وتشير إلى أن النساء يتقدمن الصفوف الأولى قرب السياج الفاصل خلال مشاركتهن في مسيرات العودة، ولا يخفن من قناصات جنود الاحتلال الذين يتمترسون فوق السواتر الرملية خلف السياج، ما يدل على الشجاعة التي يتمتعن بها.

وتقول: "الاحتلال يريد أن يطمس تراثنا وحقوقنا في أرضنا والعيش حياة كريمة، من خلال استخدام سياسة القتل وترهيب المشاركين في مسيرات العودة، لكن لن يفلح بذلك".

وتشدد على أن المشاركة في المسيرة ستتواصل، قائلة: "لن نهاب تهديدات الاحتلال".

وتنبه إلى أن المسيرات لا تزال تشتد جمعة بعد أخرى، مما يثبت تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه.

وتطالب الطفلة، المجتمع الدولي بتوفير الحرية الكاملة لنساء وأطفال فلسطين، خاصة في ظل تردي الأوضاع المعيشية التي يعاني منها قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد منذ 12 سنة.

وتختم حديثها برسالة لكل الجهات المعنية والمؤسسات الحقوقية قائلة: "من حق نساء وأطفال فلسطين أن يعيشوا بكرامة وأمان دون خوف من اعتقالهم وتدمير بيوتهم، خاصة أن القوانين الدولية نصّت على ذلك".

ولا تزال مسيرات العودة الكبرى السلمية مستمرة، وسط مشاركة جماهيرية واسعة. ووفقا لوزارة الصحة في غزة، استشهد منذ انطلاق مسيرة العودة وحتى الثامن من الشهر الجاري، 173 فلسطينيا، وأصيب 19600 آخرون.