فلسطين أون لاين

​لا تكون إلا في الأمور المباحة

الاستخارة ليس فيها انقباض أو انشراح

...
صورة أرشيفية
غزة/ مريم الشوبكي:

عزمت على أمر ما، ولكن الحيرة ما تزال تتملك قلبك، وتريد أن تنهيها لتتخذ القرار الصحيح؟ عليك بأداء صلاة الاستخارة، وهي أن تلقي توكلك على الله ليختار لك الخير، ولكن لا تنتظر علامة في منامك مثلا، أو راحة أو انقباضًا في صدرك، بل قبول الدعاء والصلاة لا بد له من ذلك.

عن صلاة الاستخارة، وحكمها، وأفضل الأوقات التي تؤدى فيها، وعدد المرات التي يمكن للمسلم القيام بها، نتحدث عنه في سياق التقرير الآتي:

الأمور المباحة

بين د. خلة أن المسلم يؤدي صلاة الاستخارة عند أي طلب فيه الخير، وتكون في الأمور المباحة التي لا يعرف وجه الصواب فيها، وهي ركعتان، يدعو بعدهما بالدعاء المأثور.

وأوضح أن حكم الاستخارة سنة، فقد روى البخاري بسنده عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ - رضي الله عنهما - قال: ((كان رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ من الْقُرْآنِ، يقول: إذا هَمَّ أحدكم بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ من غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللهم إني أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ من فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللهم إن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذا الأَمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أو قال: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي، ثُمَّ بَارِكْ لي فيه، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذا الْأَمْرَ شَرٌّ لي، في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أو قال: في عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِه،ِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عنه، وَاقْدُرْ لي الْخَيْرَ حَيْثُ كان، ثُمَّ أَرْضِنِي به، قال: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ، وهو الأمر الذي يستخير من أجله)) رواه البخاري.

وأشار إلى أن دعاء الاستخارة كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (يجوز الدعاء في صلاة الاستخارة وغيرها قبل السلام وبعده والدعاء قبل السلام أفضل فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر دعائه كان قبل السلام، والمصلي قبل السلام لم ينصرف فهذا أحسن والله أعلم).

لا يشترط رؤيا

ولفت إلى أن صلاة الاستخارة تكون عند حيرة الإنسان في عمل شيء ما، فيصلي هذه الصلاة فربما يحس بأمور وعلامات يدرك بها النتيجة، وربما لا يحس ولا يشترط رؤيا ولا انشراح صدر ولا انقباض ويكون الدعاء بتضرع وحضور ذهن، فقبول الصلاة والدعاء لا بد له من ذلك.

وذكر أنه يسن أن يبدأ دعاءه بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، ويختمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكد أن الاستخارة لا تكون إلا في الأمور المباحة، أما الواجبات والمندوبات فلا استخارة فيها، وكذا المحرمات والمكروهات لأن المطلوب هو تركها.

ولفت إلى أن صلاة الاستخارة تؤدى في غير أوقات الكراهة وأفضل الأوقات لها نصف الليل، مشيرًا إلى أنه لا يشترط عدد معين أو إعادة الاستخارة بل الأفضل أن يصلي الإنسان ثم يمضي بأمره.

وختم بقوله: "يجب العلم بأن المرء إذا أراد شيئًا مباحًا من أمور الدنيا، فبدلا من أن يلجأ للسحرة والعرافين يصلي صلاة الاستخارة ويمضي في الأمر من غير نظر إلى رؤيا أو غيرها ويجوز للمسلم أن يقرأ دعاء الاستخارة من غير صلاة".