هناك دعوة مبطنة حينًا، وصريحة في أحيان أخرى، لحركة حماس للاستسلام، من خلال بذل كل ما يجب لوقف الحرب، حتى لو كان بتسليم المقاومين، وإطلاق سراح الأسرى، أو وضع مسألة التفاوض بشأنهم بيد السلطة، على أساس أن حياة الشعب أهم من حياة المقاومين، ولأن قتل جنود "إسرائيليين" يقابله استشهاد أضعافهم من الفلسطينيين، إضافة إلى المضي في حرب الإبادة وجعل قطاع غزة أكثر وأكثر مكانًا غير صالح للعيش والاستخدام الآدمي.
والسؤال: هل هناك ضمانات بأن الاستسلام سيوقف مخطط تصفية القضية الفلسطينية وسيفتح طريق إقامة الدولة الفلسطينية، أم أنه سيفتح شهية دولة الاحتلال للمضي في تطبيق سياساتها التصفوية بمعدلات أسرع؟
ثمن مهر الحرية
في هذا السياق يتم وضع الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني في حساب الربح والخسارة، وأن المقاومة مفترض أن تحمي الشعب لا أن يحميها، مع أن المطلوب حرص متبادل من الشعب والمقاومة على تقليل الخسائر من الجانبين، فهما في الحقيقة جانب واحد. لذا، هناك من يقوم مثل الببغاء بترديد الدعاية الإسرائيلية بأن المقاومة حمت نفسها بالأنفاق، وتركت الشعب يواجه مصيره وحده، وأن المقاومة تستخدم الناس دروعًا بشرية، وأن الشعب يدفع الثمن والمقاومة بخير.
لا يدرك من يردد هذه الأقوال أن المقاومة مثل السمك؛ إذ لا يمكن أن تعيش إلا في ماء الشعب، وأنها لا يمكن أن تكون بخير إذا كان الشعب ليس بخير، أما الأثمان التي يدفعها الشعب والمقاومة فهي مهر الحرية والعودة والاستقلال.