"للأسير تحية من غزتنا الأبية، للمضربين جينا نقول إحنا معكم على طول" بهذه الهتافات علت أصوات أهالي الأسرى المُعتصمين بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة، تضامنًا مع الأسرى المضربين عن الطعام.
أسيران يقبعان خلف زنازين الظلم الإسرائيلية يخوضان بأمعاء خاوية إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، هما: الشيخ خضر عدنان من جنين شمالي الضفة الغربية، وعمران الخطيب من جباليا شمالي قطاع غزة، سعيًا إلى تحقيق مطالبهما، على وفق ما ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
الشاب هاشم الخطيب (29 عامًا) نجل الأسير المُضرب عمران الخطيب كان أحد الحاضرين في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى بمقر الصليب الأحمر، للمطالبة بتحسين ظروف اعتقال والده وبقية الأسرى.
يقول الخطيب لصحيفة "فلسطين": "إن والدي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الثامن والأربعين على التوالي، في ظروف صحية صعبة، علمًا أنه يعاني من مرضي ارتفاع الكوليسترول في الدم و(ديسك) في الظهر".
ونُقل الأسير الخطيب المحكوم عليه بالسجن "مدى الحياة" وأمضى 21 عامًا إلى مستشفى سجن الرملة، عقب تدهور وضعه الصحي، نتيجة إضرابه المتواصل عن الطعام، بحسب ما يروي نجله هاشم.
ويبين نجله أن العائلة اعتادت المشاركة في الاعتصام الأسبوعي بالصليب الأحمر في يوم الإثنين من كل أسبوع، تضامنًا مع والده والأسرى المضربين كافة، كي تبقى قضيتهم حاضرة في أذهان الكل الفلسطيني.
وبقلب يعتصره الألم والحسرة يردد: "نريد الأسرى أحياء، لا أمواتًا بفعل استمرار سياسة المماطلة ضد المضربين عن الطعام".
ويختم العشريني حديثه برسالة يناشد فيها الصليب الأحمر والسلطة الفلسطينية الوقوف إلى جانب الأسرى المُضربين عن الطعام، ووضع قضيتهم على رأس أولوياتهما، لاسيّما أن أوضاعهم الصحية في تردٍّ.
الحاج شفيق اكتيع والد الأسير بسام لم يأبه لسنه التي تجاوزت الثمانين عامًا، فقدِم من حي الشجاعية للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي بالصليب الأحمر مستندًا إلى "عكازه"، تضامنًا مع الأسرى.
ورغم وضعه الصحي لم يتغيب يومًا عن اعتصام الأسرى، إيمانًا بعدالة قضيتهم، وضرورة إيصال رسالتهم إلى العالم أجمع، لاسيّما أن عددًا منهم يخوض معركة الأمعاء الخاوية، وآخرين يعيشون في أوضاع صحية قاسية.
يبدأ الثمانيني حديثه إلى مراسل "فلسطين" بتوجيه دعوة إلى فصائل المقاومة لإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة، تتضمن الإفراج عن أصحاب المحكوميات العالية في السجون، علمًا أن نجله محكوم عليه بالسجن 110 سنة، أمضى منها 13.
ويوجه رسالة إلى الأسرى المضربين عن الطعام قائلًا: "استمروا في نضالكم وكفاحكم، حتى تنالوا حريتكم، ونحن معكم، والفرج قريب، إن شاء الله".
بضعة أمتار تفصل بين الثمانيني اكتيع، ووالدة الأسير مجدي ياسين التي تبلغ من العمر (50) عامًا، وتجلس على أحد مقاعد ساحة الصليب الأحمر، ولم تنقطع عن المشاركة في الاعتصام الأسبوعي مُطلقًا.
تقول لصحيفة "فلسطين": "إن المشاركة في الاعتصام حق وواجب علينا تجاه الأسرى الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن، وهذا أقل شيء نقدمه لهم"، مشيرةً إلى أن ابنها محكوم عليه بالسجن 18 سنة أمضى منها 12.
وترى والدة الأسير ياسين أن مشاركتها في الاعتصام توصل رسالة إلى الأسرى أنْ "نحن معكم، ولن نتخلى عنكم، مهما بلغ الثمن"، مؤكدةً أنها لن تنقطع عن المشاركة.
تتابع موجهة رسالة إلى الأسرى: "نحن معكم بقلوبنا وعقولنا، استمروا في مجابهة السجان الإسرائيلي، والفرج قريب، بإذن الله".
أما الحاجة خديجة الشافعي (78 عامًا) فهي أسيرة مُحررة منذ السبعينيات، لكّنها تأتي الاعتصام تضامنًا مع الأسرى كافة، لاسيّما المضربين عن الطعام.
تقول الشافعي التي جاءت من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع: "إن المشاركة في الاعتصام والتضامن مع الأسرى واجب وطني على الجميع، فهؤلاء هم فلذات أكبادنا".
وتُكمل: "هؤلاء هم زهرات الوطن، وأرواحنا رخيصة لهم، لأنهم أمضوا سنوات طويلة في السجون لأجل الوطن".
تبدي الشافعي دعمها للإضراب الذي يخوضه أسرى من أجل نيل مطالبهم، قائلة: "نحن معكم بقلوبنا وعقولنا، استمروا، والنصر حليفكم بإذن الله".
وتقترح إقامة خيمة اعتصام في قطاع غزة، وخوض إضراب مفتوح تضامنًا مع المضربين.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال يبلغ قرابة 6500 أسير، منهم 58 أسيرة، و350 طفلًا، و11 نائبًا، و1200 أسير مريض، و500 معتقل إداري، و32 أسيرًا جريحًا، منهم 6 فتيات.