قال رئيس وزراء العدو السابق إيهود أولمرت في مقابلة تلفزيونية معه: على مدار سنوات نحن شجعنا حماس على حساب محمود عباس، هذا ليس سرًا، واضح جدا أن هذه كانت سياسة حكومة إسرائيل برئاسة نتنياهو. هذه سياسة خطأ. كانت وظيفتنا هي المحاولة قدر الإمكان لتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية والتي تتعاون بشكل ناجع ونزيه مع مساعينا لمحاربة الإرهاب.
جملة "نحن شجعنا حماس على حساب محمود عباس " أخذت حيزا لا بأس به في الإعلام التابع للسلطة الفلسطينية ولبعض الفضائيات العربية في إطار حملة التشويه ضد حماس، ولكن ما حقيقة ذلك التشجيع الذي تلقته حماس من جانب حكومة الاحتلال؟
سبق وأن أصدر مكتب ايهود اولمرت رسالة يمكن من خلالها فهم المقصود مما قاله على الفضائية العبرية، حيث اعترف مكتب اولمرت بأن السماح بنقل ملايين الشواكل شهريا الى غزة سمح لحماس بالاستمرار في حكمها لقطاع غزة رغم استمرارها على مبادئها واستغلال تلك الاموال في تطوير أعمالها " الإرهابية" على حد وصفهم، وإطلاق الصواريخ على التجمعات السكانية الإسرائيلية في منطقة النقب، هذا مما ورد حول كيفية " تشجيع " حماس على حساب الرئيس محمود عباس.
الأمر الآخر والذي لم يقله مكتب اولمرت ، هو أن وقف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني منذ تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء كان في صالح حركة حماس، ولكن المفاوضات لم تتعطل من أجل دعم حماس بل من اجل دعم الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وتهويد القدس، فاستمرار المفاوضات يخفف من حدة الاستيطان، ولكن نتنياهو يسابق الزمن لفرض وقائع جديدة في الضفة الغربية والقدس، أما حركة حماس فهي مستمرة في تطوير أدوات المقاومة رغم أنف نتنياهو ومن قبله اولمرت وشارون.
وبالعودة الى الاموال التي كانت دولة الاحتلال "إسرائيل" تسمح بدخولها الى قطاع غزة فهي رواتب الموظفين التابعين للسلطة، وكذلك المساعدات الانسانية القطرية وغيرها والتي كانت مراقبة اشد الرقابة حتى لا تنتهي لدعم حفر نفق او شراء أسلحة للمقاومة، ولو علم المحتل الإسرائيلي ان وقف تلك الاموال سيضعف حماس فقط دون ان يجبرها على التصعيد كما يحدث الآن لقطعها مع بداية الحصار، ولكن " إسرائيل" تعلم انها عاجزة عن اجتثاث حماس كما اعترف بذلك اولمرتنفسه ولم تنقل اعترافه لا فضائية فلسطين ولا باقي الفضائيات الشقيقة، وكذلك فإن دولة الاحتلالستجد نفسها مرغمة على رفع الحصار والسماح بدخول كل شيء إلى غزةإلا جنودها وأدوات احتلالها.