تواجه مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك مخططات شرسة وخبيثة تستهدف هويتهما وكيانهما، إذ تطلق الجماعات الاستيطانية والجمعيات اليهودية برامج اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، وتكثيف هذه الاقتحامات في ظل احتفالات الصهاينة بـ"أعياد رأس السنة العبرية"، إذ ينظم الصهاينة برامج اقتحامات للمسجد الأقصى على مدار اليوم، وسط حراسات مشددة من جيش الاحتلال، وفي ظل الاعتقالات للمصلين والمرابطين في المسجد الأقصى والاعتداءات بالضرب عليهم.
إن الجمعيات اليهودية الصهيونية تحاول دومًا استثمار مناسبات "الأعياد اليهودية" بهدف تكثيف اقتحامات الأقصى، وفرض واقع جديد على القدس والمسجد الأقصى، في سبيل تنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني للقدس والأقصى.
وخلال الأسبوع الماضي كثف الصهاينة اقتحامات باحات الأقصى، حيث تقدم قطعان المستوطنين وزراء في الحكومة الصهيونية، واقتحم وزير الزراعة (أوري أرئيل) باحات المسجد الأقصى برفقة المئات من المستوطنين، ووفرت شرطة الاحتلال الحراسة للمقتحمين، واستنفرت الشرطة الصهيونية قواتها ووحدات التدخل السريع لإبعاد الفلسطينيين عن الأقصى وتأمين عمليات اقتحام المستوطنين للأقصى، فرافق الوزير الصهيوني أكثر من (258) مستوطنًا خلال مجموعة الاقتحامات الأولى، وقد أعدت الجمعيات الصهيونية برنامجًا للاقتحامات منذ ساعات الصباح الأولى حتى المساء، على أن تكون في ساعات المساء صلوات تلمودية ومسيرات استفزازية بساحة البراق والقدس القديمة.
لقد سمح الاحتلال الأسبوع المنصرم لأكثر من (1300) سائح بالتجوال في ساحات الحرم، واعتقلت شرطة الاحتلال موظف الإعمار في دائرة أوقاف القدس في أثناء عمله في ساحات الأقصى وتوثيقه اقتحامات المستوطنين، في المقابل تنشط جماعات المستوطنين ومنظمة "طلاب لأجل الهيكل" في إعلان على موقعها الإلكتروني الجداول الزمنية لاقتحامات المستوطنين، وبرامج إقامة "الشعائر التلمودية" مثل ما يسمى "طلب المغفرة لليهود السفارديم"، إذ يحتشد الصهاينة اليهود بالقرب من باب المغاربة في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحًا، ثم بعدها بساعة تقام شعائر تسمى "إعطاء الوعود".
وقد أعلنتالهيئة الإسلامية المسيحية لنصر القدس والمقدسات في بيان أنها رصدت الأسبوع الماضي تحركات غير عادية لجماعات يهودية مدعومة من الحكومة الصهيونية، لاقتحامات واسعة للأقصى خلال الأعياد اليهودية هذا العام، التي تصل إلى ذروتها في 19 أيلول الجاري، إذ تعمل الحكومة الصهيونية على تقديم الحماية والدعم الكاملين للمستوطنين، خلال أداء شعائرهم التلموية، ما يخدم مخططاتالتهويد.
إن كل محاولات الاحتلال الصهيوني لفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى تستهدف تنفيذ مخططات التهويد، ومخططات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، ومواصلة مخططات التدمير والتخريب للأقصى بمواصلة حفر الأنفاق أسفل المسجد، وإغلاق بواباته أمام المصلين، من أجل تثبيت الاقتحامات للمستوطنين واقعًا جديدًا يمنع المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى خلال وجود المستوطنين في باحاته.
إن ما تواجهه المدينة المقدسة، وما يحيط بالمسجد الأقصى من مؤامرات ومخططات صهيونية خبيثة تستهدف تدميره لبناء الهيكل المزعوم؛ يستوجب من أبناء أمتنا الإسلامية العربية التحرك لإنقاذ المسجد الأقصى، والوقوف في وجه المخططات الصهيونية الرامية إلى تقسيم الأقصى بين الصهاينة والمسلمين، ثم العمل على تدميره لبناء الهيكل المزعوم.