فلسطين أون لاين

أوسلو.. الانتقال من الكفاح المسلح إلى التعاون الأمني

قبل أيام مرت الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق إعلان المبادئ المشهور باتفاق أوسلو، ولربما يكون الاتفاق الأكثر جدلًا في تاريخنا المعاصر، ولعله يحلو للكثيرين الحديث عن (موت أوسلو) أو فشله واندثاره ويمنون أنفسهم بإمكانية تجاوز ما فرضه من وقائع، ولكن (أوسلو) لم يكن مجرد (اتفاق) وإنما هو انتقال من منهج إلى منهج آخر مختلف عنه تمامًا، ولا أغالي إن قلت إنه الانتقال من النقيض إلى النقيض فهو انتقال ما بين مسار (الكفاح المسلح) إلى مسار (الدور الوظيفي والتعاون الأمني مع المحتل) أي الانتقال من التناقض مع الاحتلال إلى التعاون معه وتقديم خدمات أمنية له مقابل الوجود، كما أنه بوابة الدخول إلى النادي الدولي والعمل وفق شروطه، وقد حاول الراحل ياسر عرفات أن يشتق من بين سطور الاتفاق معادلة جديدة قائمة على المزاوجة بين المقاومة والعمل السياسي، وبالتالي قد خرج عن (طبيعة) المنهج الجديد، لذلك تمت تصفيته وإخراجه من المشهد مما دفع خليفته إلى الالتزام الكامل بهذا المنهج مدفوعًا بأمرين: أولهما غريزة البقاء، والثاني رفضه النفسي لمنهج المقاومة وإعلانه ذلك جهرًا.

لذلك وبعد 25 عامًا من هذا المنهج والذي ثبت أنه كارثة على الشعب الفلسطيني إلا أنه وللأسف أرسى الكثير من عوامل بقائه إذ خلق أنماطًا جديدة من العلاقة مع المحتل ومن العلاقات الداخلية، لا يمكن التخلص منها بجرة قلم ولكن يتطلب أحد الأمرين، إما القدرة على توفير البديل عبر برنامج تحرير لديه القدرة على استخدام كل عناصر القوة بما يتطلب إرادة سياسية و حاضنة إقليمية مع دولة إسناد تتحمل تبعات هذا المشروع، أو القدرة على المزاوجة بين العمل السياسي والضغط العسكري لتحقيق تسويات غير عادلة مرحلية إلى حين تحقيق متطلبات التحرير الشامل وخاصة إقليميًا، لأنه والحال العربية كذلك فإن الكفاح المسلح على أهميته لا يمكنه تحقيق التحرير الشامل الآن، ولا يمكن في الوقت نفسه بحال من الأحوال التخلي عن القوة وإمكاناتها.

عودة

في ظل ما يعانيه شعبنا وخاصة في قطاع غزة من محدودية القدرة على السفر وصعوبة ذلك حتى لمن لديهم الإمكانات المؤهلة لذلك، فإن السفر ورؤية العالم الواسع من حولنا يصبحان حلمًا للكثيرين وطموحًا للحالمين، ولكن وبتجربة متواصلة فرضتها طبيعة عملي في التنقل المتكرر بين البلاد فإن أجمل اللحظات لدي هي لحظة العودة إلى الوطن وهو شعور تملكني دوما مهما طال الترحال أو قصر، فلا أجمل من الوطن وكيف لو كان فلسطين وفي القلب منها غزة الحبيبة مصنع الرجال وعدة الأبطال؟

حكاية صورة

"وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق"

قبل أيام نشر الناطق باسم نتنياهو "أوفير جندلمان" ومن بعده صفحة (المنسق) صورة لي وللأخ الحبيب سامي أبو زهري في أحد المحال التجارية في القاهرة مع الكثير من التشويه والتحريض المصاحبين للصورة، وللأسف انساق إعلام حركة فتح مع الأمر، وكأنهما يرميان عن قوس واحدة.

وإنني لا أعد التواجد في أحد محال القاهرة العربية الإسلامية جريمة أو مذمة، وما قاله جندلمان ومن بعده بعض الغوغائيين لا يضيرنا فنحن مؤمنون بثقة شعبنا بنا ومحاولات التشويه كثيرة وستتواصل ولن تنطلي على أحد.