فلسطين أون لاين

​بوصلة "العودة".. تعيد حق اللاجئين على أجندة العالم

...
غزة - نور الدين صالح

شكّل انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، حدثًا مهمًا في إعادة البوصلة لقضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم المُحتلة، في ظل محاولات شطبها عن الأجندة الدولية بالمُطلق.

واستطاعت المسيرات إعادة البوصلة لحق العودة، وترسيخه في عقول الفلسطينيين، سيّما الأطفال الذين غابت عنهم تفاصيل بلداتهم المُحتلة، بالتزامن مع محاولات الاحتلال لشطب هذا الحق التاريخي الذي أقرّته العديد من القرارات الأممية.

وانطلقت مسيرات العودة في الثلاثين من شهر آذار/ مارس، تزامنًا مع إحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الفلسطينية، ولا تزال مستمرة حتى الآن، وسط حضور ومشاركة مئات الآلاف من الفلسطينيين.

أهداف

عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة ماهر مزهر، قال: إن فكرة انطلاق مسيرات العودة كانت قائمة على هدفين رئيسين، الأول تكتكي والثاني إستراتيجي.

وأوضح مزهر خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الهدف التكتيكي يتمثل في كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عامًا، الذي ضرب مناحي الحياة كافة.

وبيّن أن الهدف الإستراتيجي هو إحياء حلم حق العودة في أذهان الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وجميع مخيمات الشتات في الخارج.

وأكد أن مسيرات العودة أعادت قضية اللاجئين والتشريد لأذهان الكل الفلسطيني، وجددت الرفض الفلسطيني لمقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون".

وقال مزهر: إن المسيرة أحييت في الذاكرة نكبة تهجير الفلسطينيين قبل 70 عامًا والظلم الذي وقع عليهم من الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل محاولات تطبيق صفقة القرن التي تهدف لشطب القضية الفلسطينية.

وبيّن أن حق عودة اللاجئين، عاد من جديد ليتصدر المشهد ويُوضع على طاولة المؤسسات الحقوقية والدولية.

وبحسب قوله، فإن مسيرات العودة حملت رسالة مهمة لقيادة السلطة في رام الله، مفادها، أنه لا تستطيع أي قوة أو مؤسسة أي كانت التنازل عن حق العودة، مضيفًا: "سنعود إلى الديار حتى لو ارتقى منّا مئات الآلاف من الشهداء".

وتابع: "نبحث عن العودة والكرامة بعيدًا عن التنسيق الأمني الذي لا يخدم المشروع الوطني الفلسطيني، ولا تقوده قوة متنفذة في منظمة التحرير للتغول على شعبنا في هذا الحق".

وطالب مزهر، قيادة السلطة بإلغاء اتفاقية أوسلو والذهاب للمشروع الوطني الفلسطيني، لمواجهة المؤامرات التي تُحاك ضد الشعب الفلسطيني، بعد مُضي 25 عامًا على توقيعها.

جوهر القضية

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي د. محمود العجرمي، مع سابقه، مؤكدًا أن المسيرات أعادت القضية الوطنية الفلسطينية إلى جوهرها وهي عودة اللاجئين لديارهم التي اقتلعوا منها عنوة.

وقال العجرمي لصحيفة "فلسطين": إن الشعب الفلسطيني أبدع في مسيرات العودة السلمية، وأعاد القضية إلى مقدمة أجندة العالم، مشيرًا إلى أنه لأول مرة في تاريخ الصراع اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة ثلاث مرات لمناقشة هذا الأمر.

ولفت إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت 705 قرارات ومجلس الأمن 86 قرارًا تنص على حقوق الشعب الفلسطيني، لكن المجتمع الدولي أبقاها مُعلقة على أرفف الأمم المتحدة.

وأوضح أن المسيرات السلمية فرضت نقاط قوة جديدة ووضعت دولة الاحتلال في مأزق وعزلة على المستوى الدبلوماسي، مشيرًا إلى إقرار صفة "لاجئ" وفق القرار 302.

وبيّن العجرمي، أن الولايات المتحدة وبعض الدول من المجتمع الغربي، تستخدم المال كأداة ابتزاز لتجاوز هذا الحق القانوني والأخلاقي للشعب الفلسطيني، من خلال محاولات تفتيت منظمة "أونروا".

وشدد على أن "محاولات شطب حق العودة تكسّرت أمام المسيرات وصمود الشعب الفلسطيني، ووحدته في الميدان داخل وخارج فلسطين، وعزلت الاحتلال وفضحت سلوك سلطة المقاطعة في رام الله".

وأكد ضرورة تصحيح المسار السياسي الذي انتهجته السلطة في التنازلات الكارثية التي أثرّت سلبًا على القضية الفلسطينية، من خلال إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.