قالت الخارجية الأمريكية أنها ستعلن عن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بحجة القلق الأمريكي من المحاولات الفلسطينية الرامية إلى دفع المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق في أمر "إسرائيل" وأكدت الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة دائما مع صديقتها وحليفتها " إسرائيل".
في عام 2015 تبنى الكونجرس الأمريكي قانونا يفرض شروطا على مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، حيث نص القانون على انه لا يمكن لمنظمة التحرير إدارة مكتبها في واشنطن إذا حثت المنظمة المحكمة الجنائية الدولية على محاكمة المسئولين الإسرائيليين بشان جرائمهم ضد الفلسطينيين.
من خلال القانون الذي أصدره الكونجرس الأمريكي قبل ثلاث سنوات وتطبيقه لاحقا من قبل الإدارة الأمريكية ،ومن خلال الجرائم التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الحالي ضد الفلسطينيين وضد السلطة ومشروعها السياسي، يجب على منظمة التحرير أن تدرك إنها لن تصل إلى نهاية مشرفة مع اتفاقية أوسلو، عليها أن تدرك أن دولة الاحتلال إسرائيل تحقق انجازات ميدانية لا يمكن التراجع عنها بالضغط السياسي، أما ما تحققه المنظمة من انجازات يمكن أن تخسره بين لحظة وأخرى كما حدث مع مكتبها في واشنطن.
السلطة الفلسطينية لم تلجأ بعد إلى المحكمة الجنائية الدولية بشكل رسمي، ولكن القرار الأمريكي تم اتخاذه لان الرئيس في آخر خطاب له في الأمم المتحدة طالب المحكمة باتخاذ إجراءات ضد دولة الاحتلال إسرائيل، وهذا يعني انه من شبه المستحيل أن تكون المحكمة الدولية أداة طيعة في يد السلطة أو المنظمة في صراعها مع العدو الإسرائيلي، حتى أن أمريكا هددت المحكمة الدولية باتخاذ إجراءات ضدها أن هي استجابت للمطالب الفلسطينية وهذا دليل على أن الشرعية الدولية مجرد سراب، وان اللهاث خلف الانضمام إلى المؤسسات الدولية وتجميع الاعترافات بحقنا في ربع الوطن مجرد أوهام تبعثرها العربدة الأمريكية، لنكتشف أو بالأحرى تكتشف منظمة التحرير الفلسطينية أن من يحكم هذا العالم هو شريعة الغاب وليست الشرعية الدولية.
شعبنا الفلسطيني يقف صفا واحدا ضد الجرائم الأمريكية بحقنا، ضد الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الإسرائيلي، وضد نقل السفارة الأمريكية إليها، وضد محاولة إنهاء قضية اللاجئين، وحتى ضد إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن لان المستهدف في هو الكل الفلسطيني وليس فصائل منظمة التحرير وحدها، نحن في النهاية تسوي أمورنا الداخلية فيما بيننا ولكن لا بد للمنظمة أن تنحاز إلى شعبها حتى يكون سندا لها، وان تضع يدها في يد باقي الفصائل المقاومة وأولها حماس، ولتعلم منظمة التحريرأن وحدة صفنا وتكاتفنا هو الطريق لخدمة القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين أما الاعتماد على المجتمع وأكاذيب الغرب فيطيل من عمر الكيان الإسرائيلي ويؤخر النصر والتحرير.