فلسطين أون لاين

​غرينبلات.. مجرد ببغاء

ادعى المبعوث الأمريكي الخاص بعملية التسوية جيسون غرينبلات أمس الجمعة، أن حركة حماس عقبة أمام تحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط داعيًا إلى الالتفاف عليها وزعم خلال مقابلة مع موقع إسرائيلي، أن سكان القطاع رهائن بيد حماس ويتوجب الالتفاف عليها والوصول إلى المواطنين.

غرينبلات أصبح يتخبط في تصريحاته، حيث ادعى قبل أيام أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا علاقة له بالاستقرار في الشرق الأوسط والآن صارت حماس هي العقبة أمام تحقيق السلام في الشرق الأوسط، والتناقض في التصريحات دليل على عدم اتزان وأنه لم يعد هناك فرق بين ليبرمان وغرينبلات، لأن الأخير صار يردد كالببغاء ما يقوله أعداء حماس وخصومها متناسيًا أنه مسؤول في دولة تعتبر نفسها الأولى في العالم، فحديثه عن تجاوز حماس والوصول للمواطنين هو حديث أفيغدور ليبرمان وزير الإرهاب في دولة الاحتلال، والقول أن غزة مختطفة هو حديث للسيد عزام الأحمد، أي أن غرينبلات أفلس ولم يعد لديه ما يقوله ولا عجب لو قال لنا إن غزة طائرة مختطفة ويجب قطع الهواء عنها.

التصريحات المكثفة ضد حركة حماس وحتى ضد التهدئة إنما هو نتيجة للهدوء النسبي الذي يسود في منطقة الحدود الزائلة بين غزة وأراضينا المحتلة عام 48، وقد يظن البعض أن هذا الهدوء سيدوم، ولكنني أعتقد أن السبب الوحيد للهدوء هو فقط من أجل إعطاء فرصة لإنجاز تهدئة، والذين يرفضون التهدئة لا يريدون الحرب بل يريدون الهدوء مع استمرار الحصار لقطاع غزة ودون تحقيق إنجازات للمقاومة، والذين يصرون على رفضهم للتهدئة قد تتبدل مواقفهم بمجرد كسر الهدوء برشقة صواريخ بعيدة المدى، حينها سيتدافع كل من يحرص على أمن الاحتلال من أجل إعادة الهدوء والمضي قدمًا في جهود التهدئة، وهذا يعني أن رفض التهدئة يعني دفع المقاومة إلى التصعيد مرة أخرى.

حركة حماس استطاعت أن تكسب غالبية فصائل المقاومة في غزة إلى جانبها ومنها فصائل في منظمة التحرير الفلسطينية ولو كانت كما يدعون متخذه من أهل غزة رهائن لما توافقت معها تلك الفصائل، حماس تشكل جزءًا كبيرًا من الشعب في غزة والضفة والخارج ولم تأتِ على ظهر دبابة إسرائيلية أو أمريكية حتى يثور الناس ضدها، وأعتقد أن فصائل المقاومة في غزة ستفرض اتفاقية تهدئة مشرفة وكذلك ستتحقق المصالحة قريبا رغم كل المؤشرات السلبية التي نراها.