نفى مبعوث الرئيس الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، أقوال الفلسطينيين، بأن حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سيحل مشاكل الشرق الأوسط، وأضاف أن حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين لن يُنهي الحرب على تنظيم الدولة في العراق وسوريا، ولن يُنهي مشكلة سيناء، ولا الحرب الأهلية في سوريا، ولا حتى الحرب في اليمن .
أنا أؤكد أن كلامه صحيح مئة بالمائة، فحل الصراع بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال إسرائيل بناء على اتفاقية أوسلو وعلى أساس التنازل عن ثلاثة أرباع فلسطين وتدنيس المقدسات وخاصة المسجد الأقصى سيبقي الصراع مفتوحا بين دولة الاحتلال من جهة والشعب الفلسطيني وكذلك الشعوب العربية والإسلامية من جهة أخرى، ولن تهدأ المنطقة بأسرها إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن آخر شبر من فلسطين.
أما فيما يتعلق بالقضاء على تنظيم الدولة في العراق وسوريا وسيناء والفتنة في اليمن فهو متعلق بالسياسة الأمريكية التي تصنع التنظيمات الإرهابية لتنفيذ سياساتها في المنطقة ثم تعجز عن السيطرة عليها لانضمام عشرات الآلاف من المتطرفين المخدوعين بقادة تلك التنظيمات او حتى لظهور تنظيمات متطرفة غير مرتبطة بأجندات خارجية ولكن يحركها الجهل بالدين وجرائم الأمريكان والإسرائيليين ومتأثرة بتجربة التنظيمات الإرهابية المصطنعة.
ربما استطاعت أمريكا أن تحول الربيع العربي الى مرحلة الفوضى الخلاقة كما يسمونها، وذلك بالانقلاب على خيارات الشعوب ودعم اطراف مشبوهة، لكن هذه الفوضى لن تكون في صالح الأمريكان او الكيان الإسرائيلي، فما يحدث في المنطقة العربية سيخرج عن السيطرة الأمريكية والروسية واي طرف أجنبي يطمع ان يكون له موطئ قدم في الوطن العربي، وانا اعتقد انه خلال أقل من سنتين ستشهد المنطقة ثورة شعوب حقيقية في بلدان جربت الربيع العربي واخرى لم تجربه وحسبت نفسها بمنأى عنه، وستجد الإدارة الأمريكية نفسها غير قادرة على الوصول بسهولة الى ثروات العرب وبترولهم فضلا عن التحكم بقراراتهم بالقدر الحالي، وستفقد دولة الاحتلال إسرائيل أهم حلفائها من العرب، سواء الاستراتيجيين أو غير الاستراتيجيين، أي ان ما ينتظر المنطقة اشد بكثير مما يحدث الان ولكن سيكون لصالح الامة وضد إسرائيل وكل من يعمل لصالحها .