فلسطين أون لاين

مع بدء العام الدراسيّ الجديد

إحباط وحزن يُخيِّمان على طلبة الأهالي المفصولين من الأونروا

...
غزة - أدهم الشريف

عندما تجهزت ربا إسماعيل الطلاع، في أول يوم لدراستها الثانوية العامة الفرع العلمي، وخرجت بهدوء من بيتها إلى المدرسة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لاحظ والدها حالة الإحباط التي هيمنت على الطالبة الحاصلة على معدل 97 بالمئة في الصف الحادي عشر.

ويعرف الطلاع وهو أب لخمسة من الأبناء، أن قرار فصله من العمل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، السبب الرئيس لحالة ابنته، وأبنائه الباقين (ولدان و3 بنات ربا أكبرهم).

والطلاع الذي بدأ عمله لدى الأونروا في غزة قبل 15 عامًا، واحد من العاملين في برنامج الطوارئ، ممن تلقوا رسائل من إدارة الوكالة بإنهاء عملهم بحلول نهاية آب/ أغسطس الجاري، أو مع نهاية 2018، أو تحويلهم للعمل الجزئي بنصف الراتب لفترة غير معلومة.

وبلغ عدد الذين وصلتهم الرسائل 956 موظفاً بات مستقبلهم الوظيفي مهدداً، وذلك بعد أشهر من إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقليص المساعدات المقدمة من بلاده للوكالة الأممية.

وقال الطلاع لصحيفة "فلسطين"، إنه حزين جدًا هذا العام، "دائمًا أكون بين طلابي أستقبلهم وأعد لهم الحقائب المدرسية والكشوفات لاستلام الزي المدرسي الذي كنت أوفره من المؤسسات ومن أهل الخير، لكن هذا العام لم أقدر".

وأضاف: "عذرًا طلابي لمن أحببتهم من قلبي، كم كنت أتمنى أن أكون بينكم أتجول بين الفصول لأرحب بكم وأنصحكم وأقدم لكم الإرشادات التي تحث على الالتزام بالوقت والحفاظ على الحضور مبكرًا".

وطالبهم بأن يسامحوه، فلم يستطع الوصول إليهم أو الدخول للمدرسة، وبات خارج السرب يناضل من أجل العودة لهم، كما يقول.

وشارك الطلاع المئات من المعتصمين، أمس، أمام المقر الرئيس للمنظمة الأممية في مدينة غزة، احتجاجًا على قرارات إدارة الأونروا.

ويقول صبري المعلواني، من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، الذي حولته إدارة الأونروا للعمل بالنظام الجزئي، إن العام الدراسي هذا بالنسبة له من أسوأ الأعوام التي مضت خلال فترة عمله مرشدًا نفسيًا لمدة 13 عامًا في مدارس الأونروا.

والمعلواني (36 عامًا)، لديه 6 من الأنباء (4 بنات وولدان)، أكبرهم 12 عامًا وأصغرهم عام ونصف.

ويقول لـ"فلسطين"، إنه لم يتوقع أن تصل الأمور به إلى هذا الحد، "لقد فوجئت بقرار الأونروا بتحويلي للدوام الجزئي".

ويضيف أنه تأثر نفسيًا بشكل كبير من القرار الجائر، والمطلوب التراجع عنه في أقرب وقت، "فلن ينفعني بشيء نصفُ الراتب الذي سأحصل عليه لشهر سبتمبر/ أيلول 2018".

ويتعهد بالاستمرار على رأس عمله والنضال للدفاع عن حقوقه وحقوق أبنائه، كما يقول.

بينما يقول المرشد النفسي سامي نصير، إنه لا يستطيع المقارنة بين العام الدراسي الحالي بالنسبة لأبنائه عن العام الماضي، بعدما قررت إدارة الأونروا تحويله للعمل الجزئي.

ويعمل نصير من سكان مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، منذ 17 عامًا لدى الأونروا، ويقول إنه مستغرب بشدة من خطوات الأخيرة حتى لو كانت تعاني من أزمة مالية.

ولدى نصير (48 عامًا)، أربعة أبناء يدرسون في مدارس الأونروا بالقطاع.

كما يقول نصير لـ"فلسطين"، إنه كاد يبكي وهو ينظر لأبنائه صباح أمس، وهم يغادرون البيت إلى المدرسة، بعد أن أصبح خارج إطار العمل.

ويبلغ عدد المدارس التابعة للأونروا 274 مدرسة في محافظات قطاع غزة الخمس، بينما بلغ عدد الطلبة فيها لهذا العام بحسب الناطق باسم الأونروا عدنان أبو حسنة، 280 ألف طالب وطالبة.

وقال أبو حسنة لـ"فلسطين"، إن الأسابيع القادمة ستشهد تصعيد الجهود والاتصالات والمؤتمرات حتى تستطيع إدارة الأونروا سد العجز غير المسبوق في ميزانيتها.

وكان اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث، أعلن أمس تمديد الحوار بين الاتحاد وإدارة الوكالة لبحث مقترحات حل قضية المفصولين.