فلسطين أون لاين

​زُر الحجاج بلا ضوضاء

...
غزة - نسمة حمتو

مع عودة الحجاج من الديار الحجازية، يبدأ موسم الزيارات، كون الزيارة تعد من التحسينات التي حث عليها الدين الإسلامي، خاصة في مناسبات الفرح والحزن، فقد قال الرسول الكريم عنها: (مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) ولكل مناسبة من مناسبات الزيارة آداب تخصها، ويحرص عليها المسلم.

فقد حرص الإسلام على تربية المسلمين تربية شرعية، وفق القرآن الكريم، وما صح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جملة ذلك أن يتأدب المسلم والمسلمة بالآداب الشرعية، ويلتزم بالحقوق المرعية، يعرف واجباته نحو الآخرين، وحقوقه عليهم، فيؤدي الذي عليه، ويأخذ الذي له.

توطيد العلاقات

أستاذ الفقه والأصول في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية أ. د. ماهر الحولي، قال إن الزيارات تعتبر من العادات الاجتماعية التي تعمل على توطيد العلاقات الاجتماعية والتي تؤدي إلى توثيق المجتمع ولها آثار في الألفة والمودة والمحبة وتزيد من تشابك العلاقات الطيبة حيث تتقارب الأجساد والقلوب وهو ما ينعكس على ألفة ومحبة في المجتمع لذلك جاء القرآن الكريم وأكد على الزيارات.

وأضاف: "وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة التي حثت على زيارة المريض ومواساته وكذلك من ضمن توجيهات النبي إدخال السرور وقضاء الحاجات وستر العورات وإقالة العثرات وهذه النصائح تأتي من باب الزيارات الاجتماعية القائمة بين الناس".

أما فيما يتعلق بحكم الزيارة، أوضح د. الحولي أن الزيارة يمكن أن يعتريها الاحكام التكليفية الخمسة فقد تكون واجبة أو مندوبة أو محرمة أو مكروهة وقد تكون مباحة، مشيراً إلى أن الزيارة مباحة والحكم الغالب فيها أنها مندوبة وقد تصل لدرجة الوجوب في الأقارب من الدرجة الأولى ومندوبة كصلة الأرحام للهوامش والمحرمة والتي تكون فيها معصية ويترتب عليها آثام، وقد تكون مكروهة في الأوقات المكروهة فيها.

أوقات المنع

وبخصوص الأوقات التي يكره الزيارة فيها، أشار د.الحولي إلى أن "وقت الظهيرة" وما يسمى بالقيلولة من الأوقات المكروه فيها الزيارة لأنه وقت الراحة والهدوء بالنسبة للناس، موضحاً بأن الوقت الثاني هو الأخير من الليل لأنه وقت الراحة والنوم، لقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".

أما بخصوص آداب الزيارة، فقد أكد د.الحولي ضرورة استحضار النية وما يترتب عليها من قبول العمل ورده، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".

الاستئذان

وبين أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والقانون أن من الآداب كذلك استئذان من يريد أن يزورهم، والحديث بالكلام المبشر والطيب، وألا يكون هناك نميمة وألا يتدخل الزائر في أمور البيت وألا ينظر في غير الموضع الذي يجلس فيه وألا يطيل الزيارة إذا كان المزور مريضاً.

ونوه د. الحولي إلى أن الزيارة من العبادات الاجتماعية التي حث عليها الإسلام وشجعها فهي تعمل على ترابط الأسر ونشر المحبة والألفة ولها أجر كريم وحث عليها القرآن وحثت عليها السنة، وسيرة النبي العطرة مليئة بزياراته الاجتماعية.

زيارة المريض

وقال:" لكن في حال كان المزور مريضاً فيجب على الزائرين أن يلتزموا بالتعاليم الطبية وإذا كانت تلحق ضررًا بالمزور فلا يجوز للإنسان أن يزوره كي لا يلحق به المرض، وإذا كانت حالته الصحية تتدهور بوجود الزائرين فيمنع من زيارته حتى يتماثل للشفاء".

وتابع قوله:" كذلك على الرجال غض البصر وعلى النساء الاحتشام وعدم التبرج، وفي حال وجود الأقارب من غير المحارم الالتزام بالحجاب وألا تظهر زينتها عليهم".