فلسطين أون لاين

​شخصيّتك حساسة.. عزِّز ثقتك بنفسك

...
غزة - مريم الشوبكي

كل منا له شخصيته المستقلة التي لا تشبه أي شخص آخر، وتلعب الجينات الوراثية دورا، وكذلك التنشئة الاجتماعية أيضا، ومن أنواع الشخصيات على سبيل المثال: الشخصية الحساسة التي لم تحتك بالناس لتستقي التجارب من خلال معايشتها وتعي كيف تدار الأمور وكيف تتعامل مع أنماط الشخصيات التي تمر عليها.

وهناك صفات من خلالها يمكن أن نشخص بأن الشخص الذي أمامنا هو حساس للغاية، لذا فإن التعامل معه يتطلب حذرا في الكلمات الموجهة إليه، وفي سلوكنا وتعاملنا معه، لاحتوائه قدر الإمكان وعدم إيذاء مشاعره دون قصد.

تتأثر بالآخرين

أخصائي الصحة النفسية د. إسماعيل أبو ركاب بين أن الشخصية الحساسة هي التي تتأثر بالآخرين وتقيم نفسها من خلالهم، لأنها تعاني من مشكلة في جانب الثقة بالنفس.

وأوضح أبو ركاب لـ"فلسطين" أنها –أي الشخصية الحساسة- حينما تقوم بعمل أي شيء يكون هدفها إرضاء الآخرين أكثر من إرضائها لذاتها، وهذه الصفة بحد ذات ليست صفة سلبية ولكن إذا بالغ هذا الشخص بالتأثر بالآخرين بتلك الحساسية فإنها تسبب له الكثير من المتاعب في المستقبل.

ولأصحاب هذه الشخصية صفات معينة، ذكر أخصائي الصحة النفسية منها القابلية العالية للتأثر بالآخرين، سهلة الانقياد في العواطف، لديها حس عال بالآخرين لذلك تحاول التقرب منهم على حساب ذاتها، ليس لديها القدرة على التفاعل الإيجابي لأن أي كلمة أو موقف ممكن أن يؤثر فيها ويغير مجرى حياتها، ومن الممكن أن تؤول الحديث أو أي سلوك على أنها هي المقصودة فيه.

قلة الدعم الأسري

وأرجع سبب تشكل الحساسية الزائدة لدى الشخص إلى قلة الدعم الأسري في الطفولة، أو بمعني آخر قلة التعزيز والعطف من قبل الوالدين، بالإضافة إلى الضغوطات الحياتية وخصوصا في فتره الطفولة.

ونبه أبو ركاب إلى أن العزلة الاجتماعية وقلة الاحتكاك بالآخرين، والعقاب والتوبيخ والدلال الزائد، وقلة الثقة بالنفس، تعرض صاحب الشخصية لكم كبير من المواقف الحياتية الصعبة والتجارب القاسية، كلها عوامل أيضا تسهم في بروز الشخصية الحساسة.

"ويعاني أصحاب الشخصية الحساسة من مشكلة عدم احتكاكهم بالمجتمع، وتتمثل في وجود مشكلة التواصل مع الآخرين الذين سيصبحون حذرين عند التعامل معهم خوفا من تفسير أفكارهم أو سلوكياتهم بشكل خاطئ، وكما يمكن أن تتطور لديهم بعض الأعراض المرضية كالاكتئاب والمرض" وفق أخصائي الصحة النفسية.

ونوه إلى أن الشخصية الحساسة غير مؤذية للآخرين، ولكنها مؤذية لنفسها لأنها تحول جميع الضغوطات تجاه نفسها، ومن الممكن أن تتأثر تلك الشخصيات على المستوى الأكاديمي فتصاب بتشتت الانتباه وفقدان التركيز اللذين يؤثران على التحصيل الدراسي.

التعزيز الإيجابي

وعن كيفية التخلص والتغلب على حساسية الشخصية، أجاب: "جميع التدريبات المتعلقة بزيادة الثقة بالنفس هي نفسها تقلل من الحساسية، فالحديث الإيجابي مع النفس والاستعانة بصديق إيجابي داعم، وكتابة رسالة رحمة للذات يكتب بها جميع الإيجابيات في الشخصية".

وأضاف أبو ركاب: "ومكافأة الذات عند النجاح،كل تلك الأساليب هي تدريب على تقوية الثقة بالذات، من الممكن تعديل تلك الشخصية لأنها كما قلنا هي شخصية طبيعية محبة للآخرين ولكن على حساب نفسها ولذلك من الممكن تعديل تلك المفاهيم حتى يحصل توازن بين حب الذات وحب الآخرين وبين ما يقوله ويفعله الآخرون وبين ما يدركه هذا الشخص وما يفكر فيه".