منذ انتخابه رئيساً لحركة حماس في غزة، لم يكف يحيى السنوار عن الحركة، والبحث عن مخارج سياسية لأحوال الناس في غزة، فبدأ مشواره الأول عن طريق مصر العربية، التي زارها بحثا عن مخارج لمعاناة الناس، حيث التقى وفد حركة حماس في يوليو 2017 بتيار النائب محمد دحلان، وصار التوافق على خطوات مشتركة للتخفيف من معاناة الناس، والبحث عن مخارج لفك حصار غزة، وتتجاوز عقوبات محمود عباس التي فرضها على غزة شهر إبريل 2017.
وقد أغلقت هذه الطريق بعد اعتراض عباس، والرفض الأمريكي، ليبدأ السنوار في البحث عن الطريق الثاني لفك الحصار عن غزة، والذي تمثل بالاستجابة لمطالب عباس التي قضت بحل اللجنة الإدارية، والسير باتجاه المصالحة الوطنية، وظل الهدف مصلحة الناس في غزة، ومصلحة القضية الفلسطينية، وحتى تتفرغ حركة حماس للمقاومة كما قال.
ولكن هذه الطريق الثانية قد أغلقت، ولاسيما بعد أن حلت حركة حماس اللجنة الإدارية، استجابة لمطلب عباس، ووقعت على الاتفاقية في القاهرة في أكتوبر 2017، ليكتشف الجميع أن لمحمود عباس شروطا جديدة تتمثل في وجود سلطة واحدة في غزة، وقانون واحد، وسلاح واحد، مع حل جميع التنظيمات المقاومة التي سماها مليشيات لحركة حماس وغيرها، وبدأت المطالبة بالتمكين، التمكين، كلمة السر التي تسبق أي حديث عن المصالحة.
في 30 مارس من هذا العام بدأت حركة حماس متحالفة مع كل القوى السياسية والتنظيمية في غزة، بدأت هجومها السلمي على خطوط الهدنة، بهدف التذكير بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة، وكسر الحصار، ومع مسيرات العودة بدأت حركة حماس أولى خطواتها على الطريق الثالث، طريق التهدئة المباشرة مع الإسرائيليين، الطريق الذي ما زال مفتوحاً، وما زال الحوار بشأنه متواصلاً في القاهرة وعلى طاولة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر حتى هذه اللحظة.
لن نستبق الأحداث، ولن نحكم بنجاح المساعي الدولية والمصرية للتهدئة، ولن نقدر الفشل في ظل اتساع حضن القاهرة لهذا العدد من التنظيمات التي لم يسبق لها المشاركة والحضور، ولم تعترف بها منظمة التحرير، مثل حركة الأحرار والمجاهدين ولجان المقاومة الشعبية، إن مشاركة هذه التنظيمات المقاومة في حوار القاهرة لتؤكد على أن حوار القاهرة ينصب على التهدئة، ولا سيما أن الحوار يتواصل رغم انعقاد مجلس مركزي رام الله.
ما زال الطريق الثالث الذي تتمسك به التنظيمات الفلسطينية قائماً، ولكن إذا أغلق هذا الطريق، طريق التهدئة، ولم يرفع الحصار عن غزة، فإن أهل غزة وتنظيماتها وقواها الشعبية والجماهيرية ستتوجه بقضها وقضيضها إلى الطريق الرابع، طريق شمشون، عليّ وعلى أعدائي يا رب، إنه طريق المواجهة الشاملة، والتصعيد حتى حدود اختبار القدرات، وفرض واقع ميداني جديد، يكسر الحصار، ويفرض على العدو الإسرائيلي المنطق الفلسطيني الذي يقول: ما يجيب الرطل إلا الرطل والنصف، وعليّ وعلى أعدائي يا رب.
نسأل الله أن ينجح الطريق الثالث، ولا نعبر إلى الطريق الرابع.