سنوات طويلة ونحن بانتظار نجاح حوارات المصالحة الداخلية أو رفع الحصار وتحقيق تهدئة من نوع ما مع العدو الإسرائيلي يضمن استمرار رفع الحصار وحياة طبيعية في غزة والضفة الغربية، ولكن حتى اللحظة لم تنجح الأطراف في تحقيق أي شيء، مما أدى إلى شعور كثيرين بفقدان الأمل مع كل إخفاق في جولات الحوار الداخلي ومع كل تراجع في جهود التهدئة رغم أنها تتم بسرية إلى درجة لا يمكن التأكيد على وجودها من الأساس.
قد يظن البعض ان تلك الاحداث تتكرر الى ما لا نهاية، ولكن ما غاب عنهم انها لا تتكرر بنفس الظروف، حيث ان مرور الوقت الى جانب الاضرار التي لحقت بمصالح الناس كان فيه نقلات نوعية في قوة المقاومة وهذا ما لمسناه في ثلاث حروب شنها جيش الاحتلال ضد قطاع غزة، فكانت المقاومة مع كل حرب تظهر اقوى مما سبق، وقد لاحظنا في الاعتداءات الاخيرة على قطاع غزة كما هائلا من الارباك الذي أصاب العدو الإسرائيلي لأنه لم يعد قادرا على تحديد ما يريده، الى درجة ان وصف الاعلام الاسرائيلي حكومة نتنياهو بحكومة الارانب، فضلا عن التباين في مواقف الاحزاب الاسرائيلية ، منهم من يريد الحرب ومنهم من يريد التهدئة بقوة، وهذا امر غير معتاد بالنسبة للكيان الاسرائيلي، حيث كانت الاعتداءات العسكرية على غزة تتم في سياق الدعاية الانتخابية ودون وجود أي مبررات تذكر، الان دخول غزة لم يعد نزهة واستهداف غزة بات يلزمه اجتماعات وحسابات من يتحمل مسؤولية.
كان العدو الاسرائيلي يراهن على استسلام غزة فكان صمود شعبنا فيها من اقوى الاوراق التي تجابه بها العدوان الاسرائيلي، سقط رهانهم وما سقطت غزة ولا شعبها ولا مقاومتها.
أما بخصوص حوارات المصالحة فأعتقد ان منظمة التحرير لم تعد تملك الكثير من الوقت للمماطلة، فوضع فصائل منظمة التحرير قبل عشر سنوات كان أفضل مما هو عليه الآن، ومع مرور الوقت نجد ان الخلافات داخل منظمة التحرير تشتد فضلا عن الخلافات داخل اطر فتح ذاتها في الوقت الذي لم تحقق السلطة أي نتيجة في مسار التسوية التي تعطلت منذ سنوات، ولم يعد المجتمع الدولي الذي تقوده امريكا حريصا على ارضاء منظمة التحرير وكذلك العرب لم يعد منهم من يهتم بالانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ولا ادل على ذلك من الصمت المطبق ازاء اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بالقدس عاصمة للمحتل مع نقل السفارة اليها، وهذه الظروف تدفع بقوة منظمة التحرير الى حماس والوحدة الداخلية وطي صفحة الماضي.