فلسطين أون لاين

​حملاتنا نحو الغرب

تشهد الآونة الأخيرة محاولات محلية حثيثة ترمي إلى إيصال رسائل كفاحنا، وإيضاح عدالة قضيتنا أمام العالم، هذه الجهود جدية، لكنها بحاجة إلى تطوير، لتواكب التقدم الحاصل في مجال الترويج، وتستغل أدوات التكنولوجيا المتاحة بمهارة وكفاءة عالية، ولما كان مقالنا هذا لا يتطرق إلى الوسائل؛ فالتقدم الحاصل في مجالي الدعاية والدبلوماسية العامة يدفعنا باتجاه طرح جملة نصائح، تصب في خانة تطوير شكل أنشطتنا الموجهة نحو الغرب.

وأولى هذه النصائح ما يتعلق بالحملات الإعلامية على مواقع الإعلام الاجتماعي، فلتأمين وصول فعال يحتاج مخطط الحملة إلى اختيار الجمهور الشبكي المستهدف بدقة، وتحديد أماكن نشاطه، ثم اختيار شكل ومضمون الرسالة المراد توزيعها، وأخيرًا اختيار المكان والزمان المناسبين. ليس ذلك فحسب، بل تستوجب فعالية حملاتنا السيبرانية إقامة صلات افتراضية مباشرة بأفراد من مجتمعات مختلفة، مع الحرص على إعداد رسائل بمضامين تنسجم مع ثقافتهم، كي نضمن نفاذها، ثم تسللها إلى شبكات مستخدمين أخرى، وهنا نوجه الدعوة إلى الجهات المعنية لتنظيم محاضرات علمية تتناول أساليب النفاذ عبر المنصات الاجتماعية.

وفي سياق متصل تقتضي جهود ترويج صورتنا تكثيف الاعتماد على علم الدبلوماسية العامة (الشعبية)، وما يتصل به من أشكال متنوعة، تحظى باستخدام واسع في العالم؛ فدبلوماسية المشاهير (Celebrity Diplomacy) -على سبيل المثال- تشرح لنا كيفية استغلال مشاهير الفن والعلوم والرياضة، للاستفادة من ميزة المتابعة والملاحقة الجماهيرية التي يحظون بها، من أجل تحقيق هدف جذب الأنظار إلى معاناتنا.

بدورها دبلوماسية الرياضة (Sport Diplomacy) تلبي حاجة تسليط الضوء على واقع قطاع غزة، بضيافة فعاليات رياضية، أو توجيه دعوة لأحد الأندية المرموقة، ما ينتج عنه استدعاء تغطية صحفية مصاحبة، تنقل حقيقة أوضاعنا دون أي عناء يذكر.

أما على صعيد الجهد الدعائي -خاصة الفردي- فالمنشود محليًّا تجنيد مجموعات من الشباب الفلسطينيين في قطاع غزة، يجيد لغات مختلفة، من أجل تنظيم أنشطتهم عبر مواقع الإعلام الاجتماعي، بالشكل الذي يستجيب لمتطلبات التوجيه المركزي، وفي هذا الصدد من الضرورة بمكان إعداد كتيب توجيهات، يشير إلى المفردات والصيغ اللازم استخدامها أو تجنبها عند تحقيق تواصل مع أفراد من المجتمع الغربي، أما خارجيًّا فالمطلوب إقامة علاقات تشبيك دائمة مع مجموعات وتجمعات مدنية ومؤسسية داعمة لقضيتنا، كحركات المقاطعة، والاجتهاد في تزويدها بشكل دائم ومستمر بمختلف المواد الإعلامية التي تساعدها على مواجهة أنشطة الدعاية (الإسرائيلية).

ولما كنا نتكلم عن الدعاية فالجهود العلنية غير كافية لتحقيق الرواج المطلوب، خاصة إذا ما علمنا استعدادات كيان الاحتلال في هذا المضمار، وما يملكه من أدوات تمكنه من عرقلة مسعانا، لذلك من الأنسب في هذه الحالة الاعتماد على الدعاية المتنكرة (Disguised)، لصعوبة كشف هويتها الحقيقية، وقدرتها على تفادي حالات الإغلاق المتكرر لصفحاتنا الإلكترونية، وإمكانية توظيفها برامج حاسوبية تسهم في توسيع دائرة التعرض الجماهيري لرسائلنا، إضافة إلى تعدد التكنيكات والأساليب الخاصة بها، التي لا يمكن استدعاؤها مع أشكال الدعاية العلنية.

وأخيرًا، ما تطرقنا إليه لا يعكس الصورة بشكلها الكلي أو الكامل، ولا يعبر عن ميكانيكياتها الدقيقة التفصيلية، بل يقدم لأفكار مستوحاة من تجارب عالمية حديثة، نحن أحوج ما نكون إلى استنساخها والاستفادة منها، خاصة ونحن نخوض صراعًا شرسًا على الرواية.

انتهى