فلسطين أون لاين

​"التهدئة" برعاية مصرية.. لماذا تعارضها السلطة؟

...
غزة - يحيى اليعقوبي

جهود مستمرة تبذلها مصر مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعملية "التسوية" في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف للتوصل إلى هدنة بين الاحتلال وحركة حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة، لكن هذه الجهود، وفق مراقبين، رغم وجود فرص جيدة للتوصل إليها، فإنها ليست مضمونة النجاح في ظل وجود تحفظات فلسطينية وإسرائيلية على التفاصيل.

وبات من الواضح أن مفهوم التهدئة حسب المطلب الفلسطيني الذي يريد رفع الحصار بالكامل عن غزة مقابل الاتفاق، يختلف عن المطلب الإسرائيلي الذي يريد ربط الملف بقضية جنوده المفقودين بغزة وهو ما ترفضه حماس، الأمر الذي يعقد المشهد ويزيد الضغوط على الجهود المصرية والأممية في ظل انسداد الأفق كذلك في موضوع المصالحة، وهو ما يعقد قراءة المشهد السياسي.

فرص التهدئة

يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر د. مخيمر أبو سعدة إنه في ظل انسداد أفق المصالحة الفلسطينية وعدم إمكانية إحداث اختراق كبير في ملف المصالحة، فإن غزة مقبلة إما على التوصل إلى تهدئة قريبة مشروطة برفع الحصار، وإن فشلت هذه الجهود التي تبذلها مصر قد تزيد من فرص حدوث التصعيد العسكري.

وأضاف أبو سعدة لصحيفة "فلسطين": "واضح أن هناك جهودا كبيرة تبذلها مصر والمبعوث الأممي للتسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وأن ما يدلل على جدية هذه الجهود سماح الاحتلال لوفد حماس من الخارج يترأسه نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري أحد أهم المطلوبين للاحتلال بضمانات أمنية مصرية وأممية بالدخول لغزة".

وحول الأسباب التي جعلت جميع الأطراف تبحث عن التهدئة، بين أن هناك اهتماما من مصر التي تتوسط بين حماس والاحتلال بمنع حرب جديدة في غزة، لأن الجميع يعلم أن هناك تداعيات كبيرة لذلك على البنية التحتية، ومع ذلك فإن الوضع الحالي في غزة غير قابل للاستدامة في ظل مسيرات العودة والبالونات الحارقة وتصعيد الاحتلال.

وتحقيق الهدنة بالنسبة للفلسطينيين، وفق أبو سعدة، يجب أن يكون له ثمن له علاقة برفع الحصار بشكل كامل، وأن لا يكون هناك ثمن سياسي يتمثل بفصل غزة عن الضفة، "فحماس لديها مخاوف من هذا الموضوع"، مبينا أنه على مستوى الاحتلال هناك أصوات يمينية ترفض التهدئة وهناك دعوات للقيام بعمل عسكري في غزة.

وعلى الرغم من هشاشة الوضع في ظل اعتداءات الاحتلال المتكررة على القطاع، فإن الأطراف التي ترعى اتفاق التهدئة معنية بشكل كبير بمنع التدهور والحرب، وجسر الفجوة بين الطرفين، من أجل التوصل لاتفاق تهدئة.

معارضة السلطة

لماذا تعارض السلطة اتفاق التهدئة؟ يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن السلطة تعارض حدوث اتفاق "تهدئة" ليس من أجل المعارضة للاتفاق، وإنما تشعر أن المباحثات تدور دون الالتفات لوجودها، خاصة أن هناك مكاسب كبيرة يمكن أن تتحقق في غزة إن حدثت التهدئة مع الاحتلال وهو ما ستخسره السلطة، وهذا تفسير للهجوم الكبير من قياداتها على مساعي التهدئة ومعارضتها له.

وقال الصواف لصحيفة "فلسطين" إنه بالرغم من تنسيق السلطة المستمر أمنيا مع الاحتلال والتعاون الكبير بينهما، فهي في نفس الوقت لا تريد حدوث هدنة بغزة مع الاحتلال لأنها لا تريد حدوث انفراجة في غزة بل تريد أن يثور الشعب على المقاومة.

ويتوقع الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، ذهاب الأمور نحو تهدئة بين غزة و(إسرائيل)، وقال لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال ليس بحاجة لخوض حرب، طالما أنه بإمكانه بوسائل غير حربية تحقيق ما يريد وهو الهدوء، خاصة أن قيادة جيش الاحتلال العسكرية لا ينصحون بشن حرب على غزة".