قد يكون من أفضل القرارات التي اتخذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة أن تكون أي اتفاقية تعقد مع الأطراف الخارجية متوافقا عليها فصائليا، أي أن تكون محل إجماع فصائلي، وهذا لا يعني رمي الكرة في ملعب الفصائل بل يعني أن القضية ليست لعبة كرة بل هي قضية تتعلق بمصير 2 مليون فلسطيني محاصرين في غزة ولا بد من اتخاذ القرار الصحيح والأمثللحاضر ومستقبل الفلسطينيين وقضيتهم، سواء في غزة أو خارجها لأن قضيتنا واحدة ومصيرنا واحد.
بعض الأطراف الفلسطينية استبقت اجتماع حماس مع الفصائل وأعلنت رفضها القاطع للهدنة مع المحتل الإسرائيلي، أحد قادة منظمة التحرير قال إنه لا بد للعودة إلى مربع المقاومة وآخر في غزة قال إن الهدنة غير ملزمة لفصيله الذي يقود اتفاقية أوسلو، وإلى آخره من التنظير المكشوف لشعبنا صغيره وكبيره.
أريد أن أذكر بموقف للفصائل حدث إبان حرب 2014، حيث وافقت حركة حماس على تهدئة إنسانية مدتها لا تزيد عن يومين، التزمت حماس والجانب الإسرائيلي بها، ولكن بعض الفصائل الفلسطينية لم تلتزم وأطلقت ما أطلقت من صواريخ على المحتل الإسرائيلي ولكن التهدئة لم تتأثر وإن سجلت بعض الخروقات الخفيفة من الجانب الفلسطيني رد عليها الاحتلال ردا بسيطا لا قيمة له، لماذا ؟ لأن بعض الجهات غير مؤثرة سواء فعلت أم سكتت، وهذه حقيقة لا يجب أن تغيب عن أي طرف يريد المشاركة في قرار الحرب والسلام " الهدنة " .
الذين يرفضون الهدنة ونحن نعلم أن بعضهم لا ناقة له ولا بعير في الحرب، ماذا يقصدون برفضهم؟ هل يريدون الحرب مع إسرائيل؟ وهل أعدو للحرب عدتها؟ الذين يرفضون الهدنة ماذا قالوا عن الحروب الثلاث السابقة؟ ولماذا حملوا حركة حماس مسؤولية ما وقع من ضحايا رغم أنها فرضت على الفلسطينيين فرضا من قبل العدو الإسرائيلي؟ وتساؤل أخير: هل غزة هي فقط ميدان التصعيد والمقاومة؟ ولماذا لا يتم التصعيد في الضفة الغربية ؟.
أنا أعتقد أن الهدنة أفضل لشعبنا بشرط رفع الحصار عن قطاع غزةبشكل حقيقي وكامل،وألا يكون الثمن الذي يقدمه الفلسطينيون سوى الهدنة بما فيذلك وقف مسيرات العودة وإطلاق البالونات الحارقة، فإن كانت الهدنة بتلك الشروط ورفضتها أو عطلتها أطراف داخلية فلا بد لتلك الأطراف أن تتحمل تداعيات قرارها أمام شعبنا.