قال أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن الحديث عن هدنة من خمس إلى عشر سنوات في قطاع غزة لرفع الحصار المفروض عليه، لا يتناسب وحجم التضحيات، وما قدم من شهداء وجرحى، فرفع الحصار وتحقيق هدنة كان بالإمكان أن يتحقق من دون وجود كل هذه الخسائر من خلال تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.
بداية نقول إنه لم يصدر عن أي جهة معلومات رسمية تفيد بوجود اتفاق او مشروع اتفاق بين المقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة كتائب القسام و العدو الإسرائيلي، ونشير الى ان أي اتفاق سيتم إبرامه سيكون ضمن اتفاق فصائلي ودون تفرد حماس بالأمر حسب تصريحات صدرت عن مقربين من الحركة .
وبالعودة الى تصريحات عضو اللجنة التنفيذية، نحن نعلم أن دم فلسطيني واحد أغلى من كل شيء وان تضحيات شعبنا كبيرة ويستحق لأجلها تحرير فلسطين من البحر الى النهر ولكن رفع الحصار هو أهم شيء في هذه المرحلة من اجل إنقاذ أهلنا في غزة، ورفع الحصار لا يعني نهاية القضية الفلسطينية، ولا نهاية المقاومة بل هو البداية الصحيحة لتوحيد الصف الفلسطيني والعمل سويا من اجل تحرير فلسطين كلها وعدم الاكتفاء فقط بفتات اتفاقية اوسلو.
يقول عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة انه كان بالإمكان رفع الحصار فقط بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، كيف سيرفع الحصار بهذه الطريقة، هل " اسرائيل" هي التي تحاصرنا أم هو طرف آخر ؟ واذا كان الطرف الاخر بيده رفع الحصار لماذا لم يتنازل من اجل تخفيف التضحيات التي بذلت في قطاع غزة، وهل نستطيع القول إن كل تلك الخسائر سببها داخلي ولا علاقة للمحتل بها؟، او ان الاصرار على التمكين هو الذي ضاعف تكاليف الحصار؟ طبعا تلك افتراضات خاطئة، لم يكن للحصار ان يرفع دون تضحيات، وإنهاء الانقسام قد يخفف مشاكل غزة بنسبة 20 بالمئة تقريبا ولكن ليس بنسبة 100%، والدليل ان السلطة نفسها محاصرة وأهلنا في الضفة الغربية يعانون الكثير بسبب الازمات الاقتصادية التي تتسبب بها دولة الاحتلال وأمريكا، فلا نريد ان نتصور ان غزة محاصرة والضفة اصبحت سنغافورة، وبالتالي إن كان هناك طرف فلسطيني يستطيع ان يخلص غزة من حصارها باتفاق مجمع عليه فصائليا فليكن، ودعونا من الافتراضات والنظريات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.