فلسطين أون لاين

​رحل بعد انتظار 7 سنوات

أحمد البسوس.. استشهد وهو ينتظر رؤية مولوده البكر

...
صورة أرشيفية للشهيد أحمد البسوس ورفاقه الذين قضوا في استهداف الاحتلال لهم
غزة/ جمال غيث:

لم يمهل الاحتلال الإسرائيلي أحمد البسوس لرؤية مولوده البكر بعد سبع سنوات من الانتظار، إذ استشهد وهو يصلي المغرب في قصف مدفعي شرقي حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وطوال السنوات السبع الماضية لم يترك أحمد (28 عاما) بابًا إلا وطرقه كي يرى طفله الأول حتى شاءت إرادة الله أن تنهي معاناته في شهر رمضان الماضي؛ بحمل زوجته بطفل، لكنه رحل قبل أن يرى مولوده، وفق ما يقول عمه، ووالد زوجته جميل البسوس.

ويقول البسوس لصحيفة "فلسطين: "عندما علم أحمد بحمل زوجته لم تتمالكه الفرحة فخر ساجدًا شكرًا لله عز وجل".

وأضاف: "منذ أن حملت ابنتي لم تغادر الفرحة وجه أحمد، فكان حريصًا على إسعاد زوجته وتوفير كل احتياجاتها، وكان يمازحها ويكنّيها بأم منير".

وتابع: "كان أحمد يحب الأطفال ويدعو الله عز وجل أن يرزقه ولدًا حتى يسميه "منير" تيمنًا باسم والده، وفي حال أنجبت زوجته طفلة ترك لزوجته كي تختار اسمًا لها".

محبًا للأطفال

وأخد البسوس، يطبق كفيه، ويحمد الله عز وجل على استشهاد نجل شقيقه وزوج ابنته، قائلًا: "رحل "أحمد" قبل أن يحتضن طفله الذي انتظره سبع سنوات.

وحول استشهاد "أحمد"، قال: "لا أدري هل أنا في حلم أم في حقيقة، فأحمد خرج ظهر الأربعاء - قبل استشهاده بساعات- للمشاركة في تقديم واجب العزاء لأحد أفراد عائلتنا وعدنا سويًا".

ويكمل: بعد عودتنا ذهب أحمد إلى منزله كي يلتقى بزوجته ويرتاح قليلاً قبل أن يذهب إلى عمله في الرباط شرقي غزة، مشيرًا إلى أنه لم يتوانَ في يوم من الأيام في الدفاع عن أرضه وشعبه.

ويكمل البسوس: "وصلنا خبر عن إصابة "أحمد" بعد مغرب الأربعاء من أحد أصدقائه، فأسرعت إلى مجمع الشفاء الطبي أنا وأشقاؤه الثلاثة ووالده وعندما وصلنا المشفى أُخبرنا بأنه استشهد وعندما توجهنا لنراه كدنا نصعق فجسده تمزق إلى إشلاء بسبب القصف".

رحل أحمد البسوس، شهيدًا تاركًا خلفه عائلته وزوجته التي تحتفظ بطفله بين أحشائها، الذي انتظره لسبعة أعوام، دون أن يراه أو يضمه إلى صدره.

واستشهد البسوس ورفيقاه محمد العرعير وعبادة فروانة وأصيب رابع بجراحٍ خطرة، بعد قصف مدفعية الاحتلال نقطة رصد للمقاومة شرقي قطاع غزة، مساء الأربعاء الماضي.