فلسطين أون لاين

"بين غزة والبرازيل أختان".. برنامج للتبادل الثقافي

...
غزة - هدى الدلو


لم تتقبل فكرة غربة شقيقتها الوحيدة، وسفرها إلى البرازيل مع زوجها، هي من كانت تشاركها أمورها الحياتية الصغيرة قبل الكبيرة، لتفقدها في كل تحركاتها، فأصبحت تسألها عن طبيعة الحياة هناك، والعادات والتقاليد المنتشرة في البرازيل، وتعرفت على ذلك عبر تقنية التصوير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

كما حظيت باهتمام كبير من قبل الجاليات المسلمة التي باتت تسألها عن الحياة في غزةوطبيعة المدينة التي تحمل نكهة برائحة الموت والدمار، ومن هنا ولدت فكرة برنامج "بين غزة والبرازيل.. أختان" هدفه التبادل الثقافي..

فكرته

الأختان آية وإيمان كشكو (26 و27 عامًا) ، "اية" خريجة كلية الهندسة المعمارية وتعيش في غزة، و"إيمان" مترجمة في اللغة الانجليزية وتعيش حاليًا في البرازيل.

وتقول آية: "خطر ببالي فكرة عمل البرنامج، بعدما افتقدت أختي بسبب سفرها، فهي الأخت الوحيدة لي، وكانت تشاركني كل أمور وتفاصيل حياتي الصغيرة قبل الكبيرة، في نزهاتي ومشاويري، فلم أتفهم فكرة البعد عنها، رغم وجود أصدقاء كثر حولي ولكنهم لم يعوضوني غيابها، كما أنه تجمعني بهم علاقات محدودة دون التشارك معهم في الذهاب إلى الأسواق والمطاعم وغيرها من الأماكن".

سمعت كثيرًا عن جمال الطبيعة في البرازيل، فبدأت تغريها الحياة هناك، وتود معرفة كامل التفاصيل ، وكانت دائمة السؤال عن طبيعة الجو، طريقة تعامل البرازيليين مع بعضهم، والأكل المحبب لديهم، وهل هناك زي مخصص لهم في ارتداء الملابس، والأماكن التي يذهبون للتنزه فيها، وأبرز المعالم الموجودة هناك، ولم تكن تكتفي بالحديث عنها بل تطلب منها تصوير فيديوهات من هناك لترى البرازيل على طبيعتها، لأن الصورة ستكون أبلغ من الكلام.

وتوضح آية أنه في ذات الوقت كانت تنقل لها أختها الاستفسارات التي توجه عن غزة وطبيعة الحياة فيها، وكيف نجت منها، فيعتقدون أنه لا يوجد بغزة سوى الموت والحروب، ولا يوجد بها حياة، ومن هنا خطرت ببالها فكرة عمل فيديوهات مشتركة بين البرازيل وغزة، ثم يتم العمل على دمجهم ويتم بثه كبرنامج "بين غزة والبرازيل".

هدف البرنامج

وتشير إلى أنها تعمل وراء هذا البرنامج على تحقيق هدفين شخصي وعام، فالشخصي هو أن تبقى على تواصل مستمر مع أختها في كافة تفاصيل حياتها، رغم أن هذا البرنامج يحتاج منهم إلى جهد في التواصل واختيار المشاهد والتصوير، أما الهدف العام هو أن تتعرف الجالية المسلمة بالبرازيل على الثقافة الفلسطينية، ويرون غزة من منظور آخر حيث الحياة والجمال بعيدًا عن رائحة الموت والدمار، وأجواء الحصار، وبذات الوقت يتعرف الفلسطينيون على طبيعة الحياة في البرازيل خاصة أن القليل منهم من يسافر إلى هناك.

وتتابع حديثها قائلة: "ومن خلال البرنامج نؤكد على أهمية التبادل الثقافي بين الثقافة الفلسطينية والثقافات الأخرى كالبرازيلية خاصة في ظل الإغلاق المستمر على قطاع غزة منذ سنوات والمنع من السفر لأي سبب كان سواء التعلم أو السياحة أو العلاج، وفي حال انتقلت أختها للعيش في دول أخرى سيتم الدمج مع ثقافات جديدة ونقلها، لأن الأساس من البرنامج هو التبادل الثقافي".

ومن المواضيع التي تركز عليها، وتعمل على نقلها هي المواضيع العامة كطبيعة الحياة هناك، أكلاتهم، تراثهم في الملبس، هيكلية المباني والشوارع، العادات والتقاليد، والثقافات التي يهتمون بها، فأساس التواصل بين الشعوب هي الثقافة، فبدؤوا باختيار الأساسات في المواضيع فعملوا عن رمضان ومظاهره وكيف يفتقد المغتربون أجواءه في البرازيل ومظاهره فكان نقطة انطلاقة لهم كمناسبة دينية، أما الموضوع الآخر الذي تم اختياره هو غربة لغة، لافتة إلى أنه يتم نشر الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وموقع اليوتيوب.

ونوهت إلى أنه يتم التصوير في الأماكن العامة بما يتناسب مع موضوع الحلقة، ويساعدها في التصوير والمونتاج الشاب أحمد أبو كميل، وأختها يساعدها زوجها في التصوير ففعليًا عدد فريق العمل 4 أشخاص.

أما بالنسبة للعقبات التي تواجههم توضح :" رفض بعض المؤسسات سواء في غزة أو البرازيل التصوير معها، لأنه برنامج شخصي لا يتبع لأي جهة رسمية، مع العلم أنهم يتناولون الحديث عن ثقافات عامة والتعليم والحياة، وكيفية إظهار غزة بصورة جميلة، إلى جانب عدم توفر أي دعم لمساعدتهم في توفير آجار المواصلات، واستئجار بعض المعدات للتصوير، وشراء الهدايا للناس الذين يودون زياراتهم والحديث معهم ليكون الموضوع بشكل ودي، بعيدًا عن رسميات المقابلة، وخاصة أنهم لا يتبعون لأي جهة رسمية".

وتختم حديثها بالقول، سيتم تطوير البرنامج في الفترة القادمة، حيث تطمح الأختان أن يتم عمل تبادل ثقافي بين العديد من الدول، وأن يحتوي الفيديو الواحد على أكثر من دولة لتصلا لأكبر عدد من الثقافات الموجودة حول العالم، ولتغير النظرة السلبية تجاه غزة، خاصة الذين يعتقدون أنها ميتة بفعل الحروب والحصار وتحتاج إلى إنعاش، "ولكن بنفس الوقت نحن شعب صابر وصامد وشبابه طموحون يعملون على تطوير نفسه في أبسط الامكانيات، وأننا شعب يحب الحياة ولكنه يحتاج إلى فرصة"، وفق قولها.