فلسطين أون لاين

اقتحامات إسرائيلية مكثفة للأقصى.. ما خيارات المواجهة؟

...
مستوطنون يؤدون طقوساً تلمودية بالأقصى (الأناضول)
القدس المحتلة / غزة - عبد الرحمن الطهراوي

بوتيرة متسارعة غير مسبوقة تزداد كثافة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تمارس في ذات الوقت مضايقات متعددة على حركة دخول المصلين إلى المسجد وتحظر الدخول على عشرات المرابطين والمرابطات وفق قائمة منع معدة سلفًا.

وشهدت باحات الأقصى أمس اقتحامات متتالية من المستوطنين على هيئة مجموعات، وذلك بعدما دعت ما تسمى بـ"منظمات الهيكل" عبر مواقعها الإعلامية والتواصل الاجتماعي أنصارها وجمهور المستوطنين إلى أوسع مشاركة في اقتحامات المسجد الأقصى لإقامة طقوس تلمودية، خاصة بذكرى ما يسمى "خراب الهيكل" المزعوم.

ويرى الباحث في شؤون القدس د. محمد العمري أن عمليات الاقتحام المتصاعدة هي تكتيك إسرائيلي من مجموعات اليمين المتطرفة المدعومة من أعلى المستويات الحكومية، وذلك بغية تحقيق أهداف قديمة جديدة تتمثل بإحكام السيطرة الإسرائيلية على القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل.

ويقول العمري لصحيفة "فلسطين": "دلالات هذه الاقتحامات التي تمتاز بالعنصرية والطابع الديني المتطرف، مرتبطة بمحاولة ترميم الهزيمة التي لحقت بالاحتلال قبل نحو عام من الآن في معركة الأسباط، وكذلك تأتي في سياق تداعيات الإعلان الأمريكي للقدس كعاصمة مزعومة للاحتلال".

ويشدد العمري على أهمية إيجاد آليات فلسطينية تواجه تلك الانتهاكات الإسرائيلية بشكل فاعل بعيدا عن الردود التقليدية المتمثلة بالتصريحات وبيانات الشجب والاستنكار، بل يجب أن تنقل إلى مربع الفعل الميداني على غرار هبة الأسباط التي نفذها الفلسطينيون ضد محاولات الاحتلال بتركيب بوابات إلكترونية عند أبواب الأقصى.

وشهد مدخل باب الأسباط اعتصامًا مفتوحًا في يوليو/ تموز 2017، احتجاجا على إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه، ووضع بوابات إلكترونية على أبوابه لمراقبة حركة المصلين وتقييدها، قبل أن يتراجع الاحتلال عن إجراءاته على وقع الضغط الشعبي والاعتصام المفتوح.

وعن سبل المواجهة الميدانية، تتحدث المرابطة المقدسية زينات عويضة بالقول: "أثبتت التجارب أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط جميع خطب الاستنكار والتنديد، ولا يرضخ أو يتراجع إلا على وقع الضغط الشعبي سواء بالتصدي الميداني للمستوطنين من قبل المرابطين والمرابطات أو عبر تفعيل المقاومة الشعبية في مختلف أنحاء القدس والضفة".

وتضيف عويضة في حديثها لصحيفة "فلسطين": "اليوم وعلى وقع الاقتحامات التي تأخذ منحى تصاعديًّا هو الأخطر منذ سنوات، تبرز أهمية تنظيم اعتصام مفتوح عند أحد المحاور الرئيسة خارج أسوار المسجد الأقصى، في سبيل منع المستوطنين من استباحة الأقصى دون حسيب أو رقيب وإبطال مخططات الاحتلال المعلنة والخفية".

واتفق المرابط قتيبة عويصة على ضرورة الاعتماد على الجماهير والضغط الشعبي في التصدي للاحتلال ومستوطنيه، قائلا: "سطَّر الفلسطينيون في هبة الأسباط موقفًا بطوليًا، واليوم بعد عام من ذلك الانتصار يجب أن تتكرر التجربة للتصدي لاقتحامات جماعات المستوطنين للأقصى".

ودعا عويصة موظفي الأوقاف الإسلامية في القدس لرفض الدخول إلى الأقصى مع إقامة الصلاة عند بواباته، كنواة لاعتصام مفتوح يتداعى له الكل الفلسطيني، وذلك في ظل إحكام الاحتلال سيطرته على باحات الأقصى عبر الوجود المكثف لعناصر الشرطة والمخابرات وانتشار كاميرات المراقبة.