هاجم جيسون غرينبلات المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط حركة المقاومة الإسلامية حماس متهما إياها بالتسبب بالبؤس لسكان قطاع غزة وطالبها بتسليم قطاع غزة بالكامل للسلطة الفلسطينية من اجل حياة أفضل للفلسطينيين. غرينبلات نفسه سبق وهاجم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وطالبه بأن يختار بين خطاب الكراهية وبين جهود ملموسة لتحسين حياة الشعب الفلسطيني وإيصاله إلى السلام والازدهار.
من خلال ما سبق نفهم أن أمريكا تعاقب غزة بسبب المقاومة وتعاقب الضفة بسبب الرئيس محمود عباس، أي أن المسئول الأمريكي يعترف أن الشعب الفلسطيني سواء في الضفة وغزة يعيش حياة بؤس وينقصه الأمن والازدهار، أي انه لو استلمت السلطة قطاع غزة فلن يتغير أي شيء، وما تصريحات المبعوث الأمريكي سوى عملية خداع ساذجة ومحاولة صبيانية لبيع الأوهام لقطاع غزة.
وقبل ذلك طالب كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي إلى جانب غرينبلات، حركة حماس، بالاعتراف بإسرائيل، ووقف العمليات ضدها، مقابل الحصول على دعم مالي، وهنا يظهر لنا جانبا آخر من عدم قدرة فريق الرئيس الأمريكي على التعاطي مع القضية الفلسطينية، فجاريد كوشنير رجل الأعمال والمستثمر الفاسد لا يمكنه التعاطي مع أي قضيه إلا بلغة المال والأعمال والربح والخسارة، ولهذا لا نعجب إذا ما تعامل مع القضية الفلسطينية بذات الطريقة وفشل كما فشل من سبقوه من سياسيين في الإدارة الأمريكية .
وبالعودة إلى القضية الأساسية وهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والموقف المنحاز للإدارة الأمريكية إلى الجانب الإسرائيلي نذكر بما قاله غرينبلات : ".. اليوم، قتل جندي إسرائيلي شاب على يد حماس، ونحن نصلي من أجل عائلة الشاب".
قد يكون رصاص حماس من قتل الضابط المدجج بالسلاح في جيش الاحتلال، ولكن القاتل الحقيقي هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر قطاع غزة ويقتل بصواريخه ورصاصات قناصيه أطفال غزة، القاتل الحقيقي هو سياسة أمريكا وتعاملها القذر مع شعبنا الأعزل في غزة، لا يهمنا كثيرا أن يصلي غرينبلات من أجل عائلة شاركت في الإرهاب على شعبنا ولكن يهمنا أن يتدارك الوضع قبل أن يقضي وقته كله في الصلاة إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة واندلعت حرب جديدة في المنطقة.