استضاف حزب الوسط الإسلامي الأردني محمود الهباش في ندوة للحديث عن صفقة القرن، ولأن الحدث كان مثيرا من نواحٍ متعددة لا بد من الوقوف على بعض المشاهد والحديث عنها.
نبدأ بالتعليق على قول الهباش إن صفقة القرن مجرد أفكار مبعثرة ولم يتبلور عنها شيء وإن أطرافا متعددة تتباحث في المشروع الافتراضي والذي لم يرَ النور، أي انه لا توجد صفقة قرن في الواقع، هنا من حقنا أن نسأل: طالما لا توجد صفقة قرن، فلماذا تخرج المسيرات للوقوف ضدها في مدن الضفة الغربية؟ نحن نقول إن ذلك مقبول من باب التصدي لحدث خطير قد يتبلور لاحقا، ولكن أن نتعامل مع التسهيلات لقطاع غزة على أنها مشاركة في الصفقة أو المؤامرة فهذا امر غير مقبول على الاطلاق، لأن التنفيذ لا يسبق التخطيط والعربة لا تسبق الحصان إلا حين يتعلق الأمر بقطاع غزة والسياسيين الفلسطينيين .
استضافة الهباش أثارت جدلا واسعا في الأردن، وتعرض حزب الوسط الاسلامي الى هجوم غير مسبوق، لدرجة أن رئيس الحزب أعلن عن نيته مقاضاة كل من هددوه وهددوا الحزب، ونحن لا نعلم ما طبيعة تلك التهديدات ولكنها حصلت، وانتهت الندوة وما زالت ردود الفعل في تصاعد، وما قيل داخل الندوة وخارجها كشف عن سبب الغضب، فمنهم من واجه الهباش مطالبا إياهبعدم الحديث عن غزة كما فعلت إحدى الصحفيات الحاضرات وتم طردها لاحقا، وكذلك عندما انتقد الحضور تنازلات منظمة التحرير عن غالبية فلسطين، ومنهم من طالب الهباش بالتنسيق مع حركة حماس بدلا من التنسيق مع العدو الاسرائيلي.
هذا المشهد والذي تكرر في الكثير من المناسبات سواء في الأردن أو في دول أخرى يعطي انطباعا أن مشروع منظمة التحرير لا يحظى بتأييد فلسطينيي الأردن و الشتات، وهذا سبب يقلق منظمة التحرير ويمنعها من الموافقة على اجراء انتخابات للمجلس الوطني لأنها تعلم نتائجها مسبقا، ولذلك لا بد لأي تنظيم فلسطيني أن ينصت للكل الفلسطيني سواء في الداخل والخارج، وأن يتحسس أوجاعه ومعاناته ومطالبه المشروعة إذا أراد أن يحافظ على كينونته واستمراره.