بالغ الإعلام الإسرائيلي في نقل تهديدات القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين في تدمير غزة، وفي التحضير لشن عدوان واسع عليها، وكأن غزة سنغافورة، وتمتلك أبراج دبي، وفيها يتم تداول أموال العالم من خلال بورصة غزة!!!
ونسي الصهاينة أن غزة محاصرة وجائعة ووصلت إلى حافة الانفجار، وكل تهديد ضد غزة لن يزيدها إلا عناداً وإصراراً على نيل الحقوق، وأبسط هذه الحقوق هو فك الحصار عن غزة، ورفع العقوبات، دون ذلك فمن حق غزة أن تقاتل بأسنانها وأظافرها، وأن تدافع عن لقمة عيشها، لذلك اختارت أيسر الطرق للمواجهة، وهي مسيرات العودة، والطائرات الورقية الحارقة، لترسل بذلك إلى كل العالم رسائلها الرافضة للموت بهدوء وخنوع.
غزة كلها على قلب طائرة ورقية حارقة، ولن تتخلى عن المشاغبة الميدانية طالما لا يستمع أحد لصرخاتها خلف السياج، وطالما سال دم أبنائها في مسيرات العودة دون أن يتحرك العالم، لذلك أدركت غزة الجائعة أنها ستصدر الخوف إلى أعدائها، الخوف معادل موضوعي للجوع، فإن توقف جوع غزة يتوقف الخوف في غلاف غزة، معادلة يجب أن يفهمها الجميع، ولاسيما أولئك المطالبون بتوقف الطائرات الورقية الحارقة.
غزة ترفض التهديد، وترفض تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي، وترفض توعدهم بهلاك غزة، ولن تخاف من جيش اختبرته في ثلاث حروب سابقة، وعرفت قدراته، وترفض غزة أن تعود ثانية إلى خانة التجاهل والصمت، وقررت أن تعلن عن نفسها، وأن تصرخ أمام العالم كله من خلال الطائرات الورقية، بأن غزة ترفض الموت البطيء، وترفض الهدوء القاتل، وستواصل مشوار التخويف للمستوطنين الصهاينة في غلاف غزة حتى يتوقف التجويع المدروس الذي يمارس ضد أهل غزة، وعلى الحكومة الإسرائيلية مراجعة حساباتها، والتفكير بعقلانية، والإدراك أن سلوك الشعب الجائع في غزة ليس إلا ردة فعل إنسانية ترفض الاحتلال، وترفض الحصار، وترفض تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني السياسية والوطنية.