فلسطين أون لاين

​الهجرة من فلسطين أمر مرتبط بغاية حجبتها الظروف القاهرة

...
غزة/ صفاء عاشور:

يسعى العديد من الشباب الغزي إلى الهجرة خارج فلسطين، بحثًا عن فرص علمية وعملية بعدما اشتدت عقوبات رئيس السلطة محمود عباس ضد غزة المحاصرة منذ 12عاما، والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة دون هوادة.

ويبقى السؤال: هل تكون هذه هجرة ممنهجة هدفها تفريغ الوطن من قاطنيه؟ أم ينجح هؤلاء الشباب في زيادة الوعى بضرورة تفعيل القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وكشف الصورة الحقيقية للإجرام الإسرائيلي؟

أجر وثواب

رئيس دائرة الإفتاء برابطة علماء فلسطين، أ. د. ماهر الحولي أكد أهمية وضرورة استشعار أن فلسطين أرض الرباط والجهاد والمقاومة وأن العيش في هذه المنطقة فيه الأجر والثواب العظيم وأن أي عمل فيها يحصد ثوابه صاحبه يوم القيامة.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "السؤال الذي يطرح نفسه: هل تعد عمليات السفر التي يشهدها قطاع غزة في الفترة الأخيرة ممنهجة ويُقصد منها مغادرة فلسطين نتيجة ما فيها من الضنك والشدة والرغبة بالهجرة بشكل نهائي أم أن السفر يأتي لتحقيق غاية لا يستطيع صاحبها تحقيقها في ظل الظروف الحالية؟".

وأضاف الحولي: "إذا كان الأمر مرتبطا بالغاية الأولى وهي الهجرة بشكل نهائي فهذا أمر لا يجوز ، لأنه يأتي في إطار تفريغ البلاد من سكانها وإضعافها وتقوية الاحتلال الصهيوني وتحقيق لأهداف الاحتلال".

وأردف: "أما إذا كان الأمر عرضيًا والسفر لغاية وغرض فإن الشريعة الإسلامية كفلت حق التنقل للإنسان بحرية وذلك لطلب العلم والعلاج والتنقل لكل الأسباب التي يشترك فيها البشر ولا ضرر من سفر الإنسان لتحقيق مكاسب له".

غاية السفر أساس

وأوضح أنه لا بد من تحديد مصطلحات الغاية من السفر والفئة التي تسافر مضيفًا:" إذا كانت هناك جهات تسعى لتفريغ البلاد من الكوادر العلمية والبشرية بهدف تركها -أي البلاد - فهذا لا يجوز، أما إذا كان لأمر ضروري كالعلم والعلاج، وتحقيق الرزق والأمن ومآرب شخصية فهذا جائز".

ونبه إلى أنه في حال أتيحت فرصة للشباب للسفر والعمل في الخارج فلا يحق لأي أحد منعه أو تجريم ذلك، إلا إذا تم توفير فرصة موازية له في بلاده، وعلى غرار ذلك السفر للعلاج والعلم.

وأكد الحولي أنه إذا كان سفر أهل فلسطين دائما هربًا من الرباط وإضعاف للمقاومة وتقوية الاحتلال فهذا لا يجوز، إلا إذا كان السفر عرضيا لأمر يحتاج إليه الإنسان فهو جائز مع استحضار أن فلسطين بلاد رباط وفيها أجر وثواب.

ولفت إلى العديد من فتاوى المجامع الفقهية في فلسطين وخارجها نصت على عدم جواز الهجرة من فلسطين لأن في ذلك إضعافًا للمقاومة وللشعب الفلسطيني وتفريغًا للبلاد من أهلها، وفي الجانب الآخر تقوية الاحتلال الإسرائيلي.