فلسطين أون لاين

​عقب فشل الحلول التكنولوجية

قصف الاحتلال مطلقي الطائرات والبالونات.. صراع أم تخبط؟

...
آثار قصف الاحتلال مبنى الكتيبة غرب مدينة غزة (تصوير / رمضان الأغا)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

بوتيرة متسارعة تزداد حدة تهديدات قادة الاحتلال الإسرائيلي ضد مسيرات العودة وكسر الحصار سعيا لوقف ظاهرة إطلاق الطائرات الورقية والبالونات، التي يطلقها الأطفال والشباب من قطاع غزة نحو الأراضي المحتلة عام 1948م.

وبعدما أصدر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أوامره لقادة جيش الاحتلال بالعمل على وقف ما أسماه "إرهاب الطائرات الورقية"، أيّد وزير التعليم في حكومته "نفتالي بينيت"، استهداف أطفال غزّة من مطلقي الطائرات الورقيّة بقنابل الطائرات الحربية مباشرة.

وخلال زيارته لمستوطنة "سديروت" القريبة من القطاع، أمس، قال نتنياهو إنه "لا يوجد وقف لإطلاق النار يستثني الطائرات الورقية والبالونات"، مضيفا "الجيش في ذروة مكافحة هذه الظاهرة، وسينجح في الأمر كما نجح في القضاء على الأنفاق ومنع مخطط التسلل العارم للحدود" وفق تعبيره.

صراع داخلي

ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، أن الاحتلال يعيش على وقع صراع داخلي له ثلاثة أطراف رئيسة: قادة جيش الاحتلال، الحكومة، وأحزاب المعارضة، مبينا أن التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بوقف الطائرات الورقية والبالونات بالقوة بمثابة نتيجة متوقعة لذلك الصراع.

ويقول بشارات لصحيفة "فلسطين": "تحاول أحزاب المعارضة وأحزاب اليمين المتطرف إحراج نتنياهو والضغط عليه لشن ضربة عسكرية ضد القطاع، ولكن الأخير يلقي بالمسؤولية على الجيش والذي يرى بدوره أنه لا مصلحة من خوض حرب واسعة مع غزة لا تكون ذات نتائج مضمونة".

ويشير إلى أن غايات ذلك الصراع، الذي تؤججه المعارضة الإسرائيلية، هو السعي لإسقاط نتنياهو وضرب شعبيته في ظل قرب موعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة العام القادم، متوقعا أن يواصل الاحتلال تنفيذ ضربات محدودة ضد غزة بموازاة المساعي الإقليمية لإبرام صفقة تهدئة شاملة مع غزة.

أزمة ثم تخبط

أما المحلل السياسي مأمون أبو عامر فذكر أن مؤسسات الاحتلال تعيش على وقع أزمة متصاعدة في ظل استمرار اطلاق الطائرات الورقية والبالونات كأحد نتائج مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية، وفشل مختلف الحلول التكنولوجية التي حاول الاحتلال تسويقها لإسقاط الطائرات الورقية.

ويوضح أبو عامر لصحيفة "فلسطين" أن "الأزمة تكمن بين مساعي رئيس حكومة الاحتلال ووزير حربه وقادة الجيش للحصول على تهدئة لوقف إطلاق الطائرات الورقية ولا تشكل انتصارا لحماس، وبين عدم رغبتهم في الدخول بحرب واسعة في سبيل إيقاف الطائرات الورقية والبالونات ثم القضاء على مسيرات العودة".

وتتسبب تلك الأزمة بحالة من التخبط في التعامل مع الطائرات الورقية لدى قادة الاحتلال، وفق أبو عامر، مضيفا "هذه وسائل مقاومة بدائية لا تفلح أمامها الخيارات العسكرية وكذلك الحلول التكنولوجية تحتاج إلى وقت طويل حتى تثبت فاعليتها، وفي ضوء ذلك مارست أحزاب المعارضة وتيارات في الحكومة مزاودات شخصية على نتنياهو".

ويشير إلى أن نتنياهو ألقى بمسؤولية إيجاد حلول للطائرات الورقية والبالونات على جيش الاحتلال، ليقطع الطريق بذلك على حالة الابتزاز التي مارستها المعارضة والأحزاب المتشددة ضده، والذين لن يقوموا بالطبع بمهاجمة الجيش وتوجيه التهم له بالتقصير.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أول من أمس، شهد "مواجهة ساخنة" بين وزير التعليم نفتالي بنيت، ورئيس هيئة أركان الجيش غادي أيزنكوت.

وذكرت أن وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان وبينيت طالبا بأن يُطلق الجيش النار صوب مطلقي هذه الطائرات بشكل مباشر وليس إلى جانبهم، حينها رد أيزنكوت بالقول إن "هذه مسألة شائكة".