عندما اجتاحت فلسطين العديد من الزلازل الضعيفة قبل أيام، تفاجأت أن كثيرين يتمنون أن يأتي الزلزال المدمر ليمسح دولة الاحتلال عن الأرض حتى لو دفعنا مهما دفعنا من أرواحنا، هذه حال الضفة الغربية التي لا تعاني عشر ما يعانيه قطاع غزة، وهذا يعني ان الإنسان ربما يصل إلى درجة يكون مستعدا فيها للتضحية بكل شيء من اجل التخلص من الاحتلال البغيض، حتى لو بكارثة مثل الزلازل، وإن كانت تلك مجرد كلمات وأمنيات غير نابعة من القلب الا انها تعبر بصدق عن الغضب المتراكم في الصدور والنفوس .
التعايش مع الموت مستحيل، والحصار هو الموت والقهر ولذلك لا يمكن التعايش معه، فلا يظن بنيامين نتنياهو ان حصار كيانه لغزة سيستمر، وليعلم ان كل التهديدات التي يطلقها هو وعصابته ليست مخيفة، لن تكون اكثر رعبا من حصار تجاوز عقدا من الزمان، ولم يعد هناك ما يخشى على خسارته، وهذا ما يجب ان يفهمه كل من يتآمر على القضية الفلسطينية.
"إسرائيل" تهدد بالحرب ولكنها تخشى الانجرار اليها، غطرستها تدفعها الى قصف قطاع غزة وخوفها يردعها، ولا يمكنها ان تحقق كل ما تصبو اليه ؛ الهدوء والحصار ثنائية من المستحيل الاستمرار بها طالما غابت الحلول السياسية الناجعة واستمر العدوان والعقوبات على غزة من كل حدب وصوب.
وزير مالية الكيان "موشيه كحلون"، قال بالأمس: على مصر والسلطة الفلسطينية معالجة الأزمات الإنسانية بقطاع غزة، وعدم اتهام "إسرائيل" بالمسؤولية عن هذه الأزمات. خرج احد الناطقين الإعلاميين في غزة يحمل حركة حماس المسؤولية عن الأزمات الإنسانية فيها، كحلون لا يقصد ذلك، بل يقصد ان مصر والسلطة هما السبب في الأزمات، ونحن نقول ان " إسرائيل" هي السبب في الأزمات لأنها تحاصر غزة، ومن يغلق المعابر يزيد من الأزمة وكذلك يفعل كل من يفرض عقوبات على غزة .
من المهم لدولة الاحتلال أن تفهم انها هي من ستدفع ثمن ما تعانيه غزة، و ان معادلة هدوء امني مقابل حصار هادئ لم تعد قائمة، وعلى الجميع ان يدرك ان المهمة الاساسية في غزة هي اجبار " اسرائيل" على رفع الحصار وما تبقى تفاصيل غير هامة مع التأكيد على أن شعبنا في غزة لا يريد الحرب ولا يسعى إليها ولكن "إسرائيل" تدفعه اليها دفعا وأعتقد ان المقاومة مستعدة لجميع السيناريوهات بما في ذلك الحرب إن أجبرت عليها.