فلسطين أون لاين

​يطمح منشئوه إلى الحصول على الدعم

"Water magic" أول مشروع غزي لعلاج مرضى العظام بالماء

...
غزة - نسمة حمتو

كانت بداية خروج الفكرة بإعلان صغير على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للرياديين لاختيار فكرة مشروع صغير يمكن أن يحقق نجاحًا واسعًا، فجاءت فكرة البحث عن علاج طبيعي جديد يستطيع الناس وخاصة كبار السن الاستفادة منه بشكل كبير، وفي الوقت ذاته يوفر عليهم الوقت والجهد، ومن هنا فكر فريق "Water magic" بعلاج الأول من نوعه في فلسطين.

فكرة الشروع جاءت من خلال عدم توافر علاج بالماء في قطاع غزة وعدم انتشارها بشكل واسع خاصة في ظل الصعوبات التي يعاني منها كبار السن أو من يعانون من الجلطات وخشونة المفاصل وصعوبة القيام بالتمارين العلاجية وهي النقطة الأساسية التي ارتكز عليها الفريق خلال محاولته تنفيذ الفكرة.

تقول ولاء عليّ حسن صاحبة فكرة المشروع لـصحيفة "فلسطين": "خلال دراستي في السنوات الماضية في العلاج الطبيعي بالجامعة الإسلامية كان لدينا مادة فيها بعض التطبيقات العملية ويوجد بها عدة أفكار يمكن استخدامها في العلاج الطبيعي ولكنها غير متوافرة في قطاع غزة، قررت أن أنفذ هذه الفكرة ليكون هذا المشروع الأول من نوعه في القطاع".

وتضيف: "ما شجعني أكثر على الخوض في الفكرة أنني وجدت بأن معظم المرضى سواء بخشونة المفاصل أو مرضى الجلطات والمفاصل كانوا يجدون صعوبة كبيرة في القيام بالتمارين العلاجية وهذه نقطة مهمة في الخطة العلاجية".

أداء التمارين

وتتابع: "من خلال الدراسة وجدت أن المياه تحمل وزن الإنسان أي أنه في حال كانت منتصف الجسم في المياه فإنها تحمل عنه نسبة 50% من وزنه وهذا ما يجعل أداء التمارين أسهل على المريض ويحمل عنه الكثير من الوزن ويصبح أداء التمارين أسهل وكذلك يقاوم بشكل أفضل".

وبعد دراستها للفكرة وجدت أنها يمكن أن تطبق بسهولة في قطاع غزة، حسب قولها، مضيفة: "ولكن بعد مشاركتنا في المسابقة لم يتم الحديث بالمطلق عن المشروع، وهذا ما شجعنا بعد ذلك لبدء المشروع بأنفسنا فشكلنا فريقًا مكونًا من 7 أفراد من خريجي العلاج الطبيعي وبدأنا في تنفيذ المشروع".

وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت سير المشروع في البداية توضح أن "كثير من الناس ليس لديها ثقافة في موضوع العلاج المائي ومنهم من استغرب الفكرة بشكل كبير، فأصبحنا نفكر كيف يمكن إقناع المرضى بهذه الفكرة وأنها مفيدة جدًا لهم".

"بدأنا بخوض التجربة على بعض الأشخاص من معارفنا من كبار السن بعد إقناعهم بالفكرة فوجدنا أن العلاج فعال بشكل كبير وأن الفكرة ناجحة بفضل الله"؛ والكلام لا يزال لعلي حسن.

وتبين أن "المشكلة الثانية التي سببت مصاعب موضوع خوف كبار السن من المسابح والسباحة فيها فترة العلاج وكيف سيتمكنون من عمل التمارين داخل المسبح، ولكننا كذلك تغلبنا على المشكلة بالشرح للمريض أهمية هذه التمارين وكيف يمكن أن يقوموا بها داخل المسبح خطوة خطوة حتى أصبح المرضى يثقون بنا".

وتشير إلى أن المرضى قد يشعرون في البداية بصعوبة عند دخولهم المياه والتحرك فيها، ولكن من خلال البحث وجدنا أن المياه فيها خصائص فيزيائية تساعد في التمارين الرياضية بداخلها فهي تعطي قوة معادلة لقوة الجاذبية فيصبح من السهل على المريض عمل التمارين دون أي صعوبة تذكر.

أهميَّة المياه للمرضى

وتقول: "السباحة داخل المياه مهمة جدًّا لتقوية العضلات حتى يمكن للمريض بعدها عمل برنامج علاجي خارج المسبح، وكذلك من فوائد المياه تقليل الحساسية للألم، وتحفيز الاسترخاء العضلي وتسهيل حركة المفاصل، وتحسين نطاق المفاصل المتصلبة وزيادة قوة العضلات وتحمُّلها".

وتوضح أن المياه كذلك تعمل على تحسين حاسة إدراك الحركة والاتزان بالجسم، والتجانس والاستقرار بالجذع، وتحسين العضلات التنفسية، تسريع مدة إعادة التأهيل ومنع المضاعفات وتنشيط الدورة الدموية وتحسين معنويات المريض وثقته بذاته".

وتبين أن الماء هو وسيلة من وسائل العلاج الطبيعي ويعالج العديد من الأمراض والإصابات وهو يعتمد على خصائي المياه التي تسمح بحرية الحركة.

وتؤكد أن أساس نجاح المشروع هو تقبل المرضى للفكرة ووعيهم بأهمية العلاج بالماء وكيف يمكنه توفير الوقت والجهد عليهم خاصة مرضى خشونة المفاصل والذين يجب أن يستخدموا الماء البارد للعلاج.

وتنبه إلى أنه في العلاج بالماء يتم تغيير درجة الحرارة حسب حالة المريض فمرضى خشونة المفاصل على سبيل المثال يحتاجون للمياه الباردة وغيرهم يجب أن يستخدموا الماء الساخن لعلاجهم.

وتقول علي حسن: "بداية تطبيق المشروع كانت على حالات خشونة المفاصل خاصة أنها موجودة بكثرة في غزة وبعد أن تنشتر ثقافة العلاج المياه يمكننا توسيع العمل ليصل إلى مرضى العضلات وإعادة التأهيل وحالات الجلطات".

وتضيف: "من الصعوبات التي واجهتنا كذلك جمع الحالات بحيث يتوافر في الجلسة الواحدة ثماني أشخاص بمعدل أقصى 12 حالة كي يستطيع المريض أن يأخذ راحته في المسبح، إضافة إلى أن المسابح الموجودة في غزة لا تتوافر فيها المعايير المطلوبة للعلاج الطبيعي لذلك نحاول قدر الإمكان التحكم في المعايير الموجودة كي نأقلمها مع العلاج".

وعن التدريب الذي تلقاه الفريق، تقول: "العلاج المائي الموجود في غزة أغلبه نظري ولكن كتطبيق غير موجود على أرض الواقع تدربنا بأنفسنا فلا يوجد جهة معينة تعمل على التدريب بالعلاج المائي، بمجهودات شخصية استطعنا أن نكتسب الخبرات وبفضل الله حققنا جزءًا من النجاح الذي كنا نطمح إليه".

ويحاول فريق "Water magic" أن يكون له مركز علاجي مائي خاصة فيه على أن تتوافر فيه كلّ الأدوات المناسبة للعلاج الطبيعي وأن يجدوا جهة دولية تتبنى المشروع خاصة أن أدواته مكلفة وغير متوافرة في قطاع غزة.

وتشير علي حسن إلى أن الفريق المكون من سبعة أشخاص يطمح بأن يستطيع السفر للخارج عند تحسن الظروف ليطوروا من قدراتهم في هذا المجال.