فلسطين أون لاين

​بالإرادة والعزيمة .. الفشل يصبح نجاحًا

...
غزة/ مريم الشوبكي:

تعد الثانوية العامة مرحلة مصيرية في المراحل التعليمية، إذ يسعى الأهل إلى توفير كل السبل من أجل اجتياز أبنائهم لتلك المرحلة بأعلى الدرجات، والكثير منهم يتعاملون مع فشل أبنائهم بأنه نهاية "المطاف"، ويبدأ مسلسل التوبيخ والعبارات الهدامة والقرارات العقابية التي تضاعف فشله.

ورغم سلسلة التجارب التي أكدت أن الكثير ممن فشل في اجتياز الثانوية العامة في عامها ونجحوا في الإعادة قد تمكنوا من شق طريقهم وبقوة في الحياة الجامعية، فالنجاح ليس شيئا مستحيلا، وإنما المطلوب هو خلق حالة وعي وتفهم لواقع الطلبة في هذه المرحلة.

الأخصائي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة قال: إن "عدم الحصول على نسبة نجاح في الثانوية العامة أعتبرها محاولة لكن دون تحقيق هدف، لذا يجب أن نتجه نحو التفكير الإيجابي بأن الوقت لم ينتهِ بعد، فهناك متسع لتجميع قوانا وترتيب أفكارنا وأخذ عبرة من السنة التي مضت".

وأضاف ملاخة لـ"فلسطين": "وعلى الطالب الذي لم يحالفه الحظ أن يحول ألمه إلى قوة وإرادة وإصرار على معاودة الدراسة لتحقيق نسبة نجاح كبيرة".

ودعا الأهل إلى تجنب توجيه التوبيخ الزائد لأبنائهم بأن "التوجيهي" هو المحطة الأخيرة في هذه الحياة، وتحطيم معنوياتهم ونفسيتهم، لأن هذا التفكير خاطئ وهدام، ويضيف مزيدًا من الألم ويعمق السلبيات في نفس الطالب.

ولفت ملاخة إلى أن بعضًا يلوم الطالب بأنه أضاع عاما من عمره بسبب عدم حصوله على شهادة الثانوية العامة، وهذا التفكير سلبي لأن حسابات العمر والزمن ليست مهمة فالمهم هو التعلم من الخطأ والمحاولة مرة ثانية وتحقيق إنجاز في حياته.

اشحن طاقة إيجابية

وبين أن التعلم من تجارب الآخرين الذين لم يحالفهم الحظ في اجتياز الثانوية العامة من أول مرة، ولكنهم حققوا نجاحا في حياتهم العملية فيما بعد.

ونوه الأخصائي النفسي إلى أن الوالدين يجب أن يكونا داعمين لابنهما ويكتشفا ميوله وقدراته وتوجيهها نحوه.

وحث الآباء على أن يكون خطابهم لابنهم خطاب ودى موجه وناصح محفز، وتنوير عقله بالتوجيه والنصيحة.

ودعا ملاخه الطلاب إلى أن يستفيدوا من الفشل من خلال تعديل مسار حياتهم، والتخطيط من جديد لأيامهم القادمة، إضافة إلى تقييم المرحلة السابقة وتحديد موطن الفشل وتفاديه.

وقال: "يجب أن يكون لدى الطالب الذي لم يحقق نجاحا حديث مع الذات، والعمل على تحدي نفسه بأنه ليس ضعيفا أمام النجاح، وغيره ليسوا أفضل منه، وذلك لخلق معاني المنافسة والإرادة ولكي يثبت لنفسه وللجميع أنه قادر على النجاح، ويشحن نفسه بالطاقة الإيجابية ويتخلص من الطاقة السلبية".