عدّت وزيرة خارجية العدو السابقة تسيبي ليفني، الأصوات السياسية البريطانية التي تطالب تل أبيب بمنح الفلسطينيين حق العودة، أنها تزيد من الصراع وتعرقل حل الدولتين، وأضافت في مقال لها في صحيفة بريطانية: لسوء الحظ، اللاجئون الفلسطينيون هم الوحيدون في العالم في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية الذين أصروا على الاستمرار في حال اللجوء وأورثوا ذلك لأربعة أجيال متواصلة مما خلق أزمة كبيرة طالت الملايين منهم.
ما جاء على لسان ليفني هو اعتراف صريح للعدو الإسرائيلي بتمسك شعبنا الفلسطيني بحق العودة رغم مرور عشرات السنين على الاحتلال الإسرائيلي وعلى تعاقب الأجيال التي عاشت في المنافي وفي المخيمات، وكذلك هو اعتراف أن مسيرات العودة الكبرى التي مضى على انطلاقها مئة يوم على حدود غزة وجدت من يعيد النظر في قضية اللاجئين في مختلف أنحاء العالم مما أدى إلى إحراج العدو الإسرائيلي في المحافل الدولية.
تدعي تسيبي ليفني أن عودة اللاجئين من شأنها تأجيج الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعرقلة حل الدولتين، ولكن لم يعد هناك من يصدق إسرائيل في ادعائها الرغبة في تحقيق السلام مع الفلسطينيين، فجرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بلغت درجة التطهير العرقي كما يحدث الآن من استهداف سكان الخان الأحمر بالاقتلاع من بيوتهم في منطقة القدس، وكذلك استمرار الحصار على قطاع غزة وما يصاحب ذلك من هجمات صاروخية، فضلا عن الاستقواء بالإدارة الأمريكية لفرض وقائع جديدة على الأرض ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة للكيان الغاصب دون وجود أي حق للفلسطيني فيها من وجهة النظر الإسرائيلية والأمريكية، ونحن ضد عملية السلام برمتها إنكان ثمنها الاعتراف بشرعية الاحتلال، ولكننا نستعرض جرائم المحتل التي تؤكد عدم رغبة العدو بالسلام وفيها مخالفة لاتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية والتي لا تمثل الغالبية الفلسطينية ولا النصف من شعبنا الفلسطيني.
ختاما، لا بد لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تلتزم بخياراتشعبنا وإسقاط اتفاقية أوسلو وسحب اعترافها بشرعية الاحتلال حتى لا تظل اتفاقية أوسلو وأكذوبة السلام غطاء سياسيا لكل الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد قضيتنا وشعبنا ومقدساتنا.