وافق رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان على توصية أمنية بمنع إدخال البضائع عبر معبر كرم أبو سالم بدءًا من يوم الثلاثاء، باستثناء نقل المواد التموينية والدوائية، على أن يتم نقلها بموافقة مكتب منسق الأنشطة الحكومية، كما سيتم تقليص مساحة الصيد إلى ستة أميال بدلا من تسعة وهي المساحة .
الإجراءات العقابية الجديدة لقطاع غزة المحاصر تزيد من معاناة شعبنا، وقد اتخذها العدو بذريعة الضغط من أجل وقف مسيرات العودة الكبرى وما يصاحبها من إطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة، والمسيرات أصلا جاءت في إطار الرد على جريمة الحصار والتأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي ما فعلته "إسرائيل" يعتبر خطوة تصعيدية قد تقابلها خطوات تصعيدية من جانب الشعب الفلسطيني أو من جانب المقاومة .
قادةٌ في الكيان الإسرائيلي اعترفوا بأنه لا يمكن ردع غزة بالقصف وأنهم غير مستعدين حاليا لمواجهة مع المقاومة الفلسطينية التي تقودها كتائب عز الدين القسام، ولذلك صاروا يبحثون عن حلول رادعة _كما يعتقدون_ كتشديد الحصار أو حتى اتباع سياسة " الحرق بالحرق" ، أي استهداف مزارع غزة بالحرق، وهذه إجراءات اعتاد عليها سكان القطاع وتحملوا ما هو أشد من ذلك، مثل القصف بقنابل الفسفور الحارق، ورغم اعتياده واحتماله لكل الجرائم الإسرائيلية إلا أن الشعب قرر عدم السكوت على مزيد من العقوبات ولا بد أن تتوقف دولة الاحتلال " إسرائيل" عن عبثها بأرواح 2 مليون إنسان دون أي وجه حق، كما أن المقاومة ومن خلال تصريحات متحدثيها وبياناتها أكدت بما معناه أنها ستقابل " التصعيد بالتصعيد " وما يحدث على حدود غزة إنما هو رد فعل على الحصار، فإن زال وعادت الحياة إلى طبيعتها في غزة سيكون لكل حادثة حديث مع الأخذ بالحسبان ما يجري في باقي أنحاء الوطن.
نحن تحدثنا عن جزء مما يحدث داخل حلبة الصراع بين العدو والمقاومة ولكن ماذا عن " المتفرجين" ؟؟ السكوت خير من الكلام الفارغ والهرطقات، ولذلك ندعو العاجزين من العرب إلى التوقف عن الهرولة تجاه دولة الاحتلال، ولا بد من بعض الخجل، وأطالب الإعلاميين المنبطحين في دول الخليج وغيرها بكف أذاهم عن الشعب الفلسطيني، والتوقف عن مدح اليهود، والمطالبة بعقد اتفاقات جديدة معهم، كما نذكر الجميع دون استثناء أن العلاقات العربية الإسرائيلية محرمة وستفشلها الشعوب العربية بطريقتها وكذلك شعبنا بصموده ومقاومته.