قال عزام الأحمد رغم وجوده في القاهرةلدفع عجلة المصالحة: أكررها، غزة مختطفة من قوة مسلحة، وحماس تسيطر على القطاع رغم أنف أبناء شعبنا، ونتوقع أن تتفق فصائل منظمة التحرير على خطوات عملية لتقويض سلطة الانقسام، كما طالب مصر بأن تأخذ ضمانات من كل الأطراف الفلسطينية للالتزام بالمصالحة وأن تعلن وتفضح الطرف المعطل لها.
الذي يدعو فصائل منظمة التحرير إلى الانقضاض على حركة حماس هو الذي يرفض المصالحة وليس هناك حاجة لأن تعلن مصر أو أي طرف من الذي يعطل المصالحة، فالذي يطلق تصريحات توتيرية في أجواء من المفترض أن تكون تصالحية هو الذي يعطل المصالحة ويضع العصي في الدواليب.
بعض الشخصيات تنسى ذاتها وقضايا أمتها الأساسية حين تجلس أمام الكاميرا، وكأن الكاميرا أصبحت من المسكرات أو حتى من المخدرات، لهذا كثيرا ما تصيبنا الصدمة عند متابعة لقاء تلفزيوني مع بعض المسؤولين ممن لا يسألون عن خروجهم عن النص وخروجهم عن المألوف وحتى خروجهم عن المنطق الوطني والوحدوي الذي نسعى إلى تأكيده وإحلاله مكان المناكفات والعنتريات التي تكاد تودي بشعبنا إلى التيه والمجهول.
وبعيدًا عن الأخ عزام الأحمد وتصريحاته الغريبة لا بد من التأكيد على أمر مهم، وهو أنّ حصار غزة بعد انطلاق مسيرات العودة الكبرى أصبح مكلفًا للعدو الإسرائيلي، فكل يوم يمر على حصار غزة تندلع عشرات الحرائق وتأكل الأخضر واليابس في المناطق المحيطة بغلاف غزة، والحرائق تزداد ومدى البالونات يزداد وهناك خشية من انتقال العدوى إلى الضفة الغربية، كما أشرنا في المقال السابق. تكاليف الحصار لا تنحصر فيما احترق وإنما في تكاليف إخماد الحرائق والاستعدادات الدائمة لما هو قادم، وقد أعلنت جهات إسرائيلية أن الطواقم الإسرائيلية بدأت تنهار ولم تعد تحتمل متابعة ما يحدث على الحدود الزائلة بين غزة والمناطق المحتلة عام 48.
ما أريد قوله أن شعبنا في غزة وضع يده على حل من الممكن أن يغير الواقع المأساوي الذي يحياه منذ 11 عامًا، وهو مسيرات العودة الكبرى ولا أعتقد أن يتخلى الشعب عن طريق الخلاص ليعود إلى الاقتتال الداخلي والانقضاض وإلى مغامرات غبية لا تخدم إلا العدو الإسرائيلي والباحثين عن مصالحهم الحزبية الضيقة.