توقع مختصون، أن تلجأ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" لعدة سيناريوهات في ظل الأزمة المالية التي تعيشها جراء تجميد واشنطن 65 مليون دولار من مساعدتها البالغة (125 مليون دولار) والتي ستضر باللاجئين وقضيتهم، من بينها احتمالية اللجوء إلى تأجيل موعد افتتاح العام الدراسي الجديد 2018-2019، إلى جانب وقف بعض الخدمات التي تقدمها كالتعليم والصحة والإغاثة في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.
سلسلة تقليصات
ويقدر رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل، بأن تلجأ وكالة الغوث لسلسلة تقليصات ستطال كثير من الخدمات المهمة وفي مقدمتها التعليم والصحة والطوارئ، إلى جانب وقف عدد من موظفي العقود عن العمل.
وحذر أبو عوكل لصحيفة "فلسطين" من خطورة التقليصات التي ستطال عددًا من الخدمات التي تقدمها "أونروا" للاجئين في ظل تدهور أوضاعهم الاقتصادية بسبب الحصار المفروض على غزة ومعاناة اللاجئين في سوريا ولبنان.
وقال: "إن تصريحات كل من مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في فلسطين ماتياس شمالي، ومفوضها العام بيير كرينبول، بوجود تقليصات كبيرة ستطال البرامج الأساسية في التعليم والصحة، يدلل أنها ماضية في سياسة التقليصات".
وبين أن اللجان الشعبية وبمشاركة القوى والوطنية والإسلامية واللاجئين مختصين ومجالس أولياء الأمور سينظمون سلسلة من الفعاليات الرافضة لسياسة التقليصات للمطالبة بتوفير ميزانية ثابتة "أونروا".
وطالب أبو عوكل، الوكالة بعدم اللجوء إلى سياسة التقليصات، وتجنب التعامل مع الأزمة المالية وحث المانحين على توفير احتياجات "أونروا" لحين عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها.
خطة أمريكية
كذلك، توقع المختص في شؤون اللاجئين حسام أحمد، أن تلجأ وكالة الغوث إلى سلسلة تقليصات ستطال قطاع التعليم والصحة، كتأخر صرف رواتب العاملين فيها، ووقف عدد من المشاريع والبرامج المقدمة للاجئين.
وقال أحمد لصحيفة "فلسطين": "هناك خطة أمريكية إسرائيلية لتحقيق ابتزاز سياسية على عدة مستويات كالتضييق على غزة وإحكام الحصار عليها في محاولة لفرض الأجندة الأمريكية والإسرائيلية".
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الأول والرئيس من التقليصات التي ستلجأ لها "أونروا"، في ظل الدعوات لتحويل ميزانيتها للأطراف العربية، لافتًا إلى أن "تهتك الحالة العربية التي باتت غير قادرة تشكل ضغط على الإدارة الأمريكية والاحتلال مكنها من تنفيذ مخططاتها".
وللخروج من الأزمة الراهنة، دعا أحمد، إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وإعادة بناء منظمة التحرير، تفرز قيادة وطنية لها مشروع سياسية ذو إجماع وطني قادرة على التصدي للمشروع الأمريكي والإسرائيلي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية.
مؤامرة كبيرة
من جهته، قال مدير المكتب التنفيذي لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، محمود مبارك، إن المؤامرة على القضية الفلسطينية كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أن "بعض موظفي الوكالة جزء من المؤامرة".
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي يسعيان من أجل إنهاء عمل "أونروا" بحجة العجز المالي في محاولة لطمس قضية اللاجئين وشطب حق العودة، مضيفًا: "تتعرض قضية اللاجئين لمؤتمرة كبيرة تهدف لطمسها وتصفيتها".
وذكر أن وكالة الغوث لجأت منذ فترة طويلة إلى سياسة التقليصات الأمر الذي يدلل على أنها جادة في إنهاء عملها في مناطق عملياتها الخمس، متوقعًا أن تلجأ الوكالة لتأجيل إطلاق العام الدراسي المقبل، وتوقف عدد من برامجها كبرنامج الطواري، وتقليص بعض خدماتها الصحية والتعليمية.
وحذر من أوضاع مأساوية ستطال اللاجئين في مختلف أماكن تواجدهم جراء سياسة التقليصات التي ستلجأ لها الوكالة خلال الفترة المقبلة بسبب العجز المالي الذي تعاني منه، داعيًا لتوفير ميزانية ثابتة لها كي تواصل عملها لحين عودة اللاجئين إلى ديارهم.
وتقول الوكالة الأممية إنها تعاني من أزمة مالية خانقة جراء تجميد واشنطن 65 مليون دولار من مساعدتها البالغة (125 مليون دولار).