نفى مصدرٌ سياسيٌ مسؤول في ملف الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس، كل الأنباء المتداولة في وسائل الإعلام حول توسط أطراف دولية ما بين الحركة والاحتلال الإسرائيلي في ملف صفقة تبادل الأسرى.
وقال المصدر -الذي فضَّل عدم ذكر اسمه- لصحيفة "فلسطين"، إن كل ما يُتداول بشأن صفقة التبادل "غير صحيح وغير دقيق"، مؤكدًا أن ملف التبادل ما زال "دون أي رصيد" ويراوح في ظل "الخانة الصفرية" حتى اللحظة.
وأضاف أن ما يُتداول عن زيارة وسطاء ألمان لغزة، وبحثهم في سياق تفعيل هذا الملف مع قيادة حماس، "أمر عارٍ من الصحة"، محمّلًا في الوقت ذاته، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شخصيًا مسؤولية تعثر هذا الملف.
ولفت إلى أن النخبة الحاكمة في دولة الاحتلال منسلخة من أي قيم أخلاقية، بحيث لا تهتم بمصير جنودها المأسورين بغزة، أو مشاعر ذويهم، مبينًا أن "الحزبية أصبحت تسيطر على تصرفات هؤلاء، ونتنياهو شخصيًا لا يريد أن يسجل على نفسه مرتين أنه خضع وأنجز صفقة تبادل جديدة".
وكشف المصدر المسؤول عن جهود سابقة في سياق هذا الملف، عبر دولة مصر، وقد أبدت قيادة حركة حماس استعدادًا للذهاب لصفقة تبادل بشرط الإفراج عن أسرى صفقة التبادل السابقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.
ونبه المصدر على أن ملف التبادل لم يفتح خلال الفترة الأخيرة، ولم تستأنفه مصر، لافتًا في السياق ذاته إلى أن دولًا أخرى كقطر، وتركيا، أبدت رغبتها في التوسط لهذا الملف غير أنها لم تجد اهتمامًا وقبولًا من الاحتلال.
وفي مطلع أبريل/ نيسان 2016، كشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، ولأول مرة، عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف بشكل رسمي إن كانوا أحياءً أو أمواتًا.
فيما أعلنت حكومة الاحتلال، في أوقات سابقة، عن فقدان جثتي جنديين خلال حربها على غزة (بدأت في 8 يوليو/تموز2014 وانتهت في 26 أغسطس/آب من العام نفسه) هما "آرون شاؤول"، و"هدار غولدن".
من جهته، أكد وزير أمن الاحتلال الداخلي جلعاد أردان، أن الاحتلال يبذل جهودًا لبدء محادثات مع حركة "حماس"، لضمان إطلاق الحركة الإسرائيليين الأسرى لديها في غزة منذ عام 2014.
وقال أردان في حديث مع الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس: إن "(إسرائيل) تبذل جهودًا لبدء محادثات مع حماس لضمان إطلاق سراح المواطنين الإسرائيليين وبقايا جنود الجيش الإسرائيلي".
لكن أردان رفض الكشف عن الدولة الوسيطة التي تجري من خلالها المحادثات.
وقال: "دون التطرق إلى أي قناة دبلوماسية، يمكنني القول إنني تلقيت مؤخرًا تحديثًا حول هذه المسألة، أن دولة (إسرائيل) والمبعوث الذي عُيِّن لهذا الأمر، وهو المسؤول السابق في جهاز الأمن العام (الشاباك) يارون بلوم، يبذلان كل جهد من خلال القنوات الدبلوماسية لمحاولة بدء محادثات، مفاوضات مع حماس، وليس مباشرة بالطبع، لإعادة جنودنا ولكن من خلال قناة سياسية".
وهذه هي المرة الأولى التي يقول فيها مسؤول إسرائيلي كبير إن حكومة الاحتلال على استعداد للتفاوض غير مباشرة مع "حماس" حول الإسرائيليين في غزة.
وفي سياق متصل، وجهت زهافا شاؤول، والدة الجندي الأسير لدى المقاومة أرون شاؤول، رسالة إلى رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، تناشده للإفراج عن ابنها.
وقالت والدة الجندي "أرون" في رسالة مصورة، أمس، "ابني أرون لديك.. وليس لدي معلومات عن مصيره.. لا منك ولا من حكومة (إسرائيل).. حياتي انعدمت منذ 20 يوليو 2014".
وأضافت زهافا: "توجهت لحكومة بنيامين نتنياهو بطلب إعادة ابني.. وها أنا أتوجه إليك بطلب مماثل أن تعيد لي ابني أرون".