فلسطين أون لاين

تسجيل ارتفاع بإصابة الأطفال بـ"الإسهال"

مختصون يحذّرون: البحر الملوث بيئة خصبة للأمراض

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

حالة من القلق تسود أوساط المواطنين جرّاء استمرار تدفق المياه العادمة غير المعالجة إلى البحر الأمر الذي أدى لارتفاع نسبة الشواطئ الملوثة إلى 75% وهي نسبة أكبر من التلوث عن العام الماضي.

وأثار ذلك تساؤلات بين المواطنين بشأن أمد الأزمة في ظل عدم وجود متنفس بديل عن شاطئ القطاع.

وكشف مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة مجدي ضهير عن زيادة حالات إصابة الأطفال بالإسهال، لكن الوزارة لا تستطيع أن تجزم في ذات الوقت أنها ناتجة عن السباحة في البحر، لأن هناك طرقًا أخرى يمكن أن تكون مصدرًا لانتقال العدوى.

وأوضح ضهير لصحيفة "فلسطين"، أن ارتفاع معدل الإصابات باستطلاق البطن (الإسهال) يندرج ضمن الزيادة الموسمية في فصل الصيف إضافة لتوافر ظروف بيئية مساعدة تساعد في ذلك، وكذلك تلوث مياه البحر، مشيرًا إلى أن الوزارة تتحقق من مدى هذه الزيادة.

وأكد أن الصحة تتخوف من زيادة نسبة المصابين بالإسهال إذا استمرت تدفق المياه العادمة للشاطئ، لافتًا إلى أن الوزارة تتابع مع البلديات ووزارة الحكم المحلي الأمر لاتخاذ الإجراءات للحد من تدفق المياه العادمة للشاطئ، واتخاذ إجراءات لمعالجة المياه قبل ضخها، وتحسين ساعات العمل في محطات المعالجة لتقليل التلوث.

ونفى ضهير وجود فايروس مسبب لحالات الإسهال التي تسببها فيروسات مختلفة، كما لم تُسجل حالات وفاة ناتجة عن السباحة بالمياه العادمة، محذرًا من أن السباحة في مياه ملوثة تشكل خطرًا على صحة المواطنين.

وضع خطير

رئيس قسم مراقبة المياه بوزارة الصحة د. خالد الطيبي يقول: إن وضع مياه البحر خطير جدا، ويمكن توصيف شاطئ القطاع هذا العام بالشاطئ الخطر بالكامل من الناحية الصحية، مع تفاوت درجة الخطورة حسب القرب أو البعد عن مصبات المياه العادمة، في ظل وصول نسبة التلوث إلى 75% من مساحة شاطئ القطاع البالغ 40 كيلو متر، مشيرًا إلى أن محافظة غزة هي أشد المناطق خطورة بنسبة تلوث 100%.

ودعا الطيبي في حديث لصحيفة "فلسطين" لتوقع كل شيء، الفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات بجميع أنواعها وأشكالها، لافتًا إلى أنه لا يوجد إمكانات لعمل فحوصات تفصيلية لهذه الفيروسات التي تتواجد في المياه الملوثة.

أوضح أن الجهات المختصة لا تستطيع السيطرة على الفيروسات إذا حدث تطور لها، والأفضل هو ابتعاد الناس لأن احتمالات الإصابة بأمراض مختلفة لجميع الشرائح وارادة خاصة للأطفال وكبار السن".

وحذر من خطورة كل أنواع البكتيريا التي تسبب الإسهال، والأمر تشتد خطورته في حال أصبح هناك فيروسات فتاكة مثل فايروس "الحمى الشوكية" أو شلل الأطفال.

وشدد الطيبي على ضرورة عدم الانتظار حتى تظهر تلك الفيروسات، وإلزام المواطن نفسه بالابتعاد عن مواطن الخطر بقدر المستطاع والضغط على الجهات التشغيلية لمحطات الضغط التي تخضها على البحر، والتزام المواطنين بالتعليمات وعدم السباحة في المياه الملوثة.

جهود معالجة

من ناحيته يقول مدير عام سلطة جودة البيئة بهاء الأغا، إن السباحة في المياه الملوثة حسب منظمة الصحة العالمية يسبب التهابات بالأذن والعيون والجلد، وكذلك التهابات بالجهاز الهضمي والتنفسي وتقيؤ وإسهال في حال شربها.

وأضاف الأغا لصحيفة "فلسطين"، أن تلوث مياه البحر بالمياه العادمة هذا العام ارتفع بنسبة 5% عن العام الماضي، إذ بلغت في دورة الفحص الأخيرة 75%، في ظل استمرار أزمة الكهرباء (4 ساعات وصل فقط) مما يقلل معالجة المياه العادمة.

وتحدث عن جهود تبذل من وزارة الحكم المحلي ومصلحة بلديات الساحل لوضع حلول مؤقتة لتشغيل محطة المعالجة بالسولار وزيادة فترة عملها لتعويض ساعات قطع الكهرباء، إضافة لدراسة ضخ المياه العادمة لمحطة المعالجة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيصبح واضحا خلال أسبوع.

وحول عدم صدور قرارات بمنع الناس من السباحة في ظل خطورة الوضع، بين أن سلطة جودة البيئة ليست جهة تنفيذية، لكنها تقوم بمراسلة البلديات والجهات المختصة ومطالبتها باتخاذ كل الإجراءات اليت من شانها حماية المواطنين وحظر السباحة بالمناطق الملوثة.