فلسطين أون لاين

الرجل الذي يُقدّر النساء

...
غزة - مريم الشوبكي

فكرة "سي السيد" لربما ارتبطت في ذهننا بأنه الزوج العصبي المتحكم، المرأة عنده فعل وطاعة فقط لا رأي ولا مشورة، مهامها تنحصر في تلبية مهام البيت والزوج وتربية الأولاد، لا يعرف شيئا عن احترام المرأة لأنه وعي وكبر على هذا النموذج.

وللأسف فإن الأم تتحمل مسئولية كبيرة بأنها لم تصنع رجلا يحترم النساء، لأنها عودت بناتها أن يخدمن أخوتهن الذكور لينشأ وفي كل تفكيره أنه من العيب في حقه إذا خدم نفسه بنفسه، بل وتربيه على التحكم في حياتهن ولا تنهاه عن ذلك لأنه فقط "رجل".

قال أخصائي الصحة النفسية اسماعيل أبو ركاب : " جزء كبير من الاحترام للآخرين مرتبط بالعادات والتقاليد التي يتشربها الطفل من المحيط الاجتماعي عن طريق الملاحظة والتقليد والنمذجة، فلذلك فكرة احترام النساء مرتبطة بالواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل".

وأضاف أبو ركاب لـ"فلسطين" : " فإذا كان والده يحترم أمه فإن الطفل بطبيعة الحال سيحترم ويقدر أخته وزوجته، وإن كان العكس فإن حلقة الود والعطف والتواصل الإنساني ستكون مفقودة، والذي سينعكس في المستقبل على احترامه لزوجته وبناته".

وبين أن الطفل ينشأ على احترام النساء حينما يرى أبيه يحترم أمه في المقام الأول، واحترامه لجدته أيضا.

ونصح أخصائي الصحة النفسية الوالدين بعدم اظهار الخلافات الشخصية امام الاطفال لأنها ستضفي طابع فكري سيئ في ذهن الطفل، حرص الأم على تعويد ابنها على مساعدتها في أعمال المنزل كل حسب قدرته.

وأشار إلى أن نشأة الطفل على اهتمام أبيه واحترامه للزوجة والجدة وبناته، سيعرف كيف يحترم النساء، العمل علي غرس المفاهيم الاسلامية التي تحث علي احترام المرأة، وعلى الأم اظهار اللطف والحنان لأبنائها الذكور وهذه صفات فطرية فيها ولكن عليها اظهارها بشكل اكبر في مختلف المواقف ليستشعر الأبناء مدى أهمية وجودها كمكون أساسي.

ولفت أبو ركاب إلى أن قراءة القصص التي تحض على احترام المرأة تأثير عجيب بما أنها تقرب الخيال وتجعله واقع في عقول الأطفال .

ومن الأمور التي تجعل الطفل فخورا بوالدته، بين أن اشراك الأم طفلها كل نجاحاتها، وتحدثها الدائم معه عن اجازاتها يجعله يعي ويعظم دورها في المجتمع، وبالتالي يتربى على تقدير مساهمة المرأة والدور الذي تلعبه من أجل أسرتها سواء كانت أم عاملة أو ربة بيت.