قال رونين مانليس المتحدث باسم جيش الاحتلال في خطاب ألقاه أمام البرلمان الفرنسي : اخترعت حماس سلاحاً جديداً، يشبه لعب الأطفال وتكلفته يورو واحد، لكنه تسبب في حرق أكثر من 30.000 دونم من الحقول. وهو يقصد بذلك الطائرات الورقية الحارقة والبالونات التي يرسلها الفلسطينيون تجاه الحقول الزراعية والبلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
لا نريد ان ننسب فكرة الطائرات الحارقة الى حركة حماس كما فعل رونين، فالفكرة هي إبداع أطفال غزة الذين اكتووا بالحصار الإسرائيلي، الاطفال الذين أدركوا رغم صغرهم أن طفولتهم لا تمنحهم حصانة تحميهم من رصاص العدو الإسرائيلي وقنابله الفسفورية، ولا تشفع لهم في توفير أدويتهم وغذائهم ومنحهم فرص العلاج في الخارج، فضلا عن فقدان ذويهم ومساكنهم ومشاركتهم في المعاناة الكبرى التي يعيشها سكان قطاع غزة.
أطفال غزة هم من أرسل الطائرات الورقية الحارقة كرسالة للمحتل حتى يخفف حصاره، وأرسلها للمجتمع الغربي كي يخجل من نفسه، الطائرة الورقية مجرد لعبة تعبر عن الطفولة في غزة، وحارقة لتعبر عن حرقة أطفال غزة ومعاناتهم، ولا بد أن يفهم رونين أن العبرة ليست في سعرها إن كانت بيورو أو بألف يورو ولكن العبرة في كمية الغضب التي تحملها قلوب أطفال فلسطين والأجيال الذين نكل بها العدو الإسرائيلي بحصاره وبحروبه وبإرهابه الذي مارسه على قطاع غزة وعلى كل الشعب الفلسطيني.
الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول يقول : لو كنت طفلا في غزة سأطلق طائرة ورقية حارقة لأنه عندما يحل اليأس على الإنسان وعندما يرى الأطفالَ اليائسين فلن يهمه شيء وسيترك خلفه أرضا محروقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه ولا يقل أهمية عما ذكرنا آنفا : لماذا يلجأ متحدث باسم جيش الاحتلال أن يعبر عن مخاوفه أمام برلمان أوروبي من لعبة أطفال إلى جانب التعبير عن مخاوفه من الدعم الخارجي للمقاومة الفلسطينية؟ هل فقط لأن المزارع بمحاذاة غزة في خطر؟ أم هناك ما هو أخطر من ذلك بكثير ؟ والإجابة جاءت قبل شهر في صحيفة يديعوت احرنوت العبرية حيث قالت : إن عدوى الطائرات الحارقة انتقلت من قطاع غزة إلى الضفة الغربية حيث اندلع يوم أمس _حينها_ حريق في مستوطنة يرحيف بالقرب من الجدار الفاصل المحاذي لمدينة قلقيلية في الضفة الغربيةومنطقة جلجولية " مناطق 48" جراء طائرة ورقية حارقة .
ومع دخول فصل الصيف الذي تحل به كوارث الحرائق في المحميات الطبيعية داخل المناطق المحتلة عام 48 بدون طائرات أو بالونات حارقة ويصعب إخمادها تدخل (إسرائيل) في كابوس جديد بسبب خشيتها من انتقال العدوى إلى الضفة ومناطق 48 حسب ما قالته يديعوت احرنوت.