فلسطين أون لاين

​المبالغة وتضخيم الأمور ذكاء يتطوَّر إلى مشكلة

...
غزة/ مريم الشوبكي:

حينما تكون الصفة الغالبة على حديث الطفل هي المبالغة والتضخيم، فإن بعض لا يتعامل معها أنها مشكلة يمكن أن تصبح صفة ملازمة لشخصيته طوال حياته، بل يعدّونها مؤشرًا على ذكاء الطفل واتساع خياله، وليست أمرًا مؤرّقًا.

ولاتجاه الطفل للمبالغة والتضخيم في الأمور أسباب عديدة تتعلق باكتسابه هذه الصفة من والديه ومحيطه، حيث لم يجد نموذجًا يتحدث بصدق بعيدًا عن التهويل، ويشبّ على هذه الصفة التي ستسبب له الكثير من المشكلات في حياته عليه عند إدراك حقيقة مشكلته والعمل على تغييرها.

المحيط الاجتماعي

قال أخصائي الصحة النفسية اسماعيل أبو ركاب: "حديث الطفل مرتبط بمستويات الذكاء لديه، وخصوصًا مستوى الذكاء الاجتماعي، موضوع المبالغة وتضخيم الأمور مرتبط ارتباطًا وثيقًا في جانب الذكاء والخيال وهو أمر طبيعي لما قبل سنّ المدرسة".

وبين أبو ركاب لـ"فلسطين"، أن الطفل يتعلم المبالغة وتضخيم الأمور من المحيط الاجتماعي وخصوصا الأم والأب وهذا مرتبط أيضا في مستوى العلاقة الإيجابية بينهما.

وأشار إلى أنه في بداية الأمر يتجه الأطفال المبالغة والتضخيم كنوع من التقليد والمحاكاة، ولكن بعد سنّ الحادية عشرة يصبح جزءًا من سمات الشخصية ولربما تكون المبالغة والتضخيم للفت الانتباه وإثبات القدرات الشخصية.

ونوه أخصائي الصحة النفسية إلى أن المبالغة والتضخيم في الأمور هي من الصفات المركبة، ذات الأصل الوراثي والمكتسب، ولكن تلعب الخبرة والتعلم الأسري دورا كبيرا فيها، ومع التعمقفي الأمر يتم اكتشاف أن لطبيعة المنطقة الجغرافية أيضا دورًا يبدأ من المجتمع إلى الأسرة إلى الأفراد.

سمة شخصية

ونبه إلى أن المبالغة والتضخيم في الأمور مشكلة إذا أصبحت سمة من سمات الشخصية، فلا يمكن إزالتها بل يمكن تهذيبها وتعديلها ويمكن التعديل من خلال كمّ كبير من الاستراتيجيات والتي منها التدريب على التدرج في الحديث، وتقنية استخدام العدّ قبل تنفيذ أي سلوك، واستراتيجية تعديل الأفكار والتي ستنعكس على مشاعر وسلوكيات الفرد فيما بعد.

وأوضح أبو ركاب أن أي مشكلة سلوكية يجب أن يكون لها آثار جانبية وخصوصا على محور الارتكاز وهو العلاقات الاجتماعية، فالعنف اللفظي والاعتداء والإساءة سببها الأساسي هو الأخطاء والانجراف خارج حدود الحديث الطبيعي من مبالغة وتضخيم.

ولفت إلى أن أغلب المشكلات المجتمعية والأسرية سببها شخص لا يحترم القواعد الأساسية في آداب الحوار من مبالغة وتضخيم.