قبل أيام قليلة أقدمت قوة إسرائيلية خاصة على اختطاف شاب فلسطيني بعد إصابته شرق جباليا في قطاع غزة، إذ توغل جنود جيش الاحتلال عشرات الأمتار في المنطقة واختطفوا الشاب المصاب واقتادوه إلى الداخل المحتل.
ما حدث ليس عملًا بطوليًّا يحسب لجيش الاحتلال المدجج بالسلاح ويعمل تحت مراقبة إسرائيلية جوية وأرضية، واختطاف مصاب لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن الحدود الوهمية لا يعد هدفًا كبيرًا لقوات خاصة، والحدث لا يعد عارًا يلحق بالمقاومة الفلسطينية لأنها لم تخلص الشاب من الاختطاف، وهذا لا يعني أنها كانت عاجزة عن استهداف الجنود، ولكن ربما حرصًا منها على سلامة المختطف وعلى أرواح الشباب في المنطقة اختارت عدم الرد، وربما أسباب أخرى دفعتها إلى ذلك، علمًا بأنها هددت بالرد على تلك الجرائم وكل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، وقد نفذت الكثير من تهديداتها، ولا أحد يستطيع إنكار ذلك.
حادثة الاختطاف أثبتت أن الشعب الفلسطيني برمته بات على يقين عالٍ بأن غزة لديها سيادة أكثر مما لدى الكثير من الدول العربية، ولهذا وجدنا من استغرب كيف نجح العدو في تنفيذ جريمته على أرض غزة، علمًا بأن كيان الاحتلال غير قادر على تنفيذ عمليات تسلل داخل غزة، كما فعلت المقاومة حين اختطفت شاليط من داخل دبابته ومن داخل معسكره، وحين نفذت عمليات عسكرية خلف خطوط العدو، من أشهرها عمليتا (ناحل عوز) و(زيكيم)، رغم تواضع إمكانات المقاومة مقارنة بما يمتلكه العدو الإسرائيلي من قدرات عسكرية هائلة وتقنيات متقدمة.
من جانب آخر أثبتت حادثة الاختطاف وجود فئة قليلة جدًّا خارجة عن الصف الوطني كل همها التشكيك في قدرة المقاومة وفي جدوى مقاومة الاحتلال، فمنهم من استغل الجريمة الإسرائيلية للتشكيك في مسيرات العودة، ومنهم من استخدم "الطفولة" كدرع يحميه من الشبهات عند التعبير عن كراهيته للمقاومة، وهناك بعض الإمعة الذين يرددون ما يسمعون من أعداء الشعب رغم سلامة نياتهم.
في الختام أقول إن غزة الآن بحاجة إلى من يرفع عنها الحصار والمعاناة الاقتصادية حتى تعيش مثل باقي البشر، أما تدمير أسباب عزتها وكرامتها فذلك ما يسعى إليه العدو بوسائل شتى.